14 سبتمبر 2025

تسجيل

شيخ الريان

15 يونيو 2022

في الستينيات ونحن صغار، كان الفارق بين الأجيال أكثر وضوحاً منه اليوم، الحياة هادئة بسيطة، جلعة الشيخ عبدالله بن جاسم في واجهة الريان للقادم من الدوحة، وعيت على الدنيا وكان يسكنها الشيخ جاسم بن علي بن عبدالله آل ثاني ابن حاكم قطر الأسبق وحفيد الشيخ عبدالله بن جاسم الحاكم الأسبق للبلاد وكان يدعى جاسم بن عبدالله لقربه من جده ومحبة جده الخاصة له. أكثر من جيل كان يرتاد هذه الجبهة على مدار اليوم، الآباء عصراً على الحبس أو المجلس أو على الدكة مساءً، آيات من القرآن والسيرة يتلوها المطوع حسن مراد رحمه الله بوجود الشيخ جاسم وأعيان الريان من حوله، ثم تبادل أحاديث وسؤال عن الأحوال وقهوة وكرم، وعشاء يومي. توافق عجيب وحياة فيها طمأنينة، ثم يأتي الجيل الذي سبقنا إلى القصر، ليشاهد أحد الأفلام التي تعرض بالسينما على شاشة الحائط الكبيرة لتعيش أحداثها وكأنك في وسطها، أصدقاء أولاد الشيخ جاسم رحم الله من توفى منهم وأطال عمر من بقي، لهم الأفضلية في الدخول، أما جيلنا الصغير فأحياناً كثيراً لا نحصل على تلك الفرصة خاصة لمشاهدة التلفاز في المجلس المخصص له حيث العديد قد لا يتسع. شكلت لنا جلعة عبدالله بن جاسم والشيخ جاسم رحمه وأولاده نوعاً من الترابط والتحاب، كان كريماً رحمه الله وعطوفاً ومساعداً لأهل الريان، أذكر أن والدي طلب منه أن يأمر بتوصيل شارع الأسفلت إلى بيتنا وبالفعل رحمه الله أمر بذلك، وكانت المنطقة معظمها بلا أسفلت للبيوت "القصد النزول إلى مستوى معاناة الإنسان"، وكل أهل الريان يحملون له كثيراً من الجميل والود في مساعدتهم، لم يكن يهتم كثيراً بالدنيا وزخرفها وعندما يعود من السفر يأتي بهدايا لجميع أهل الريان تقريباً، كان شيخاً بمعنى الكلمة وإنساناً بكل ما تحمله الإنسانية من معنى، أذكره اليوم ويذكره معي جميع أهل الريان وأهل قطر لأنه يحمل معنى إنسانياً لمفهوم الشيخ رحمه الله.