13 سبتمبر 2025
تسجيلتسقط الحكومات والشخصيات الإسرائيلية الواحدة تلو الأخرى والفلسطينيون باقون وصامدون! يبقى الفلسطينيون على أراض مدمرة ويسقط الإسرائيليون ولو كانوا في قصور مشيدة! ينتشي الإسرائيليون بفرحة النصر والفوز ويأتي الفلسطينيون ليجتثوا هذه الفرحة من جذورها ويقتلعوا شعور النصر من أرضه فينقلب المهزوم منتصرا والمنتصر مهزوما! يعلو قادة غزة وفلسطين وإن افترشوا الحصير مسكنا ويهوي قادة إسرائيل وإن تمايلت أجسادهم على سحب ناعمة وثيرة! بالأمس تذكرت صورة يحيى السنوار رئيس حركة حماس وهو يمشي في شوارع غزة بعد العدوان الأخير على القطاع فيلقي التحية على هؤلاء ويطرح السلام على أولئك ثم يصل إلى بهو بيته الذي دمره الطيران الإسرائيلي بأكثر من عشرة صواريخ فيبحث عن كرسي مكتبه المكوم تحت الركام فينفض عنه التراب قليلا ثم يستقيم قبل أن يجلس عليه باطمئنان ويرفع ساقا على ساق ثم يواجه الكاميرا التي لاحقته منذ عقد مؤتمره الصحفي المباشر والذي تحدى فيه إسرائيل أن تستهدفه بعد أقل من نصف ساعة سيكون فيها ماشيا على قدميه في شوارع غزة المكشوفة ويبتسم ابتسامة ذات مغزى تتجلى معانيها اليوم ونتنياهو الذي استطاع أن ينجو من أكثر من قضية فساد عليه أو على زوجته سارة وينقذ نفسه من أكثر من معركة تصويت كان يمكن أن تلقي به خارج الدائرة السياسية الإسرائيلية هو مطرود بأغلبية المصوتين في الكنيست الإسرائيلي الذين شحذوا هممهم هذه المرة على طرد بنيامين نتنياهو بعد أكثر من 12 سنة ظل فيها رئيسا للحكومة وعامين مما أسموه الإسرائيلي بالشلل السياسي في إحراز أي تقدم في تأمين دولة إسرائيل ومنع الهجوم عليها من المقاومة الفلسطينية وفرض الجانب الإسرائيلي في المحادثات المتوقفة مع الفلسطينيين وعجزه عن تأمين الدولة الإسرائيلية وتولي اليميني نفتالي بينيت منصب رئيس الحكومة لعامين مقبلين وعد بينيت أنه سيحقق فيهما ما عجز عنه غريمه اليميني الآخر بنيامين نتنياهو أو (الملك بيبي) كما يود لمعارضيه إطلاق هذا اللقب عليه سخرية منه على شعوره الذي رافقه لمدة 12 سنة بأنه يخدم الدولة الإسرائيلية بالصورة التي تحدى بها معارضيه والبرلمان الإسرائيلي. ورغم أن بينيت يميني متشدد هو الآخر ويفخر بأنه من حزب (يمينا) المصاحب حتى فترة قريبة من حزب الليكود الإسرائيلي المتشدد أيضا والذي ينتمي له نتنياهو إلا أنه قال فور فوزه بأغلبية مقاعد البرلمان أنه لن ينتهج خطاب الكراهية الذي سار عليه نتنياهو لكنه بالتأكيد لن يعطي الغلبة للمهادنة التي رآها استسلاما حين تتعلق الأمور بأمن وحدود إسرائيل وسوف يضرب بيد من حديد لمن تسول له نفسه المساس بإسرائيل بأي شكل من الأشكال وكان بينيت حتى قبيل إعلان التصويت لصالحه مقربا من نتنياهو الذي يرى نفسه اليوم أنه سيكون صوتا معارضا قويا قادرا على إعادة الأمور إلى نصابها ومن ضمنها عودة حزب الليكود والذي سوف يظل رئيسا له إلى واجهة الحكومة من جديد في القريب العاجل كما وعد مناصريه بثقة ومع هذا فما يهمنا نحن العرب أنه سواء كان من يتولى حقيبة رئاسة الحكومة الإسرائيليه بينيت أو ظل نتنياهو على سدتها فإن الأمور لن تتغير بالنسبة لنا سوى نحو الأسوأ إذا ما قدّر الله لنا العكس فالحكومات الإسرائيلية تتحدى فيما بينها على أن كل حكومة جديدة تأتي سوف تكون أكثر قسوة وكراهية للفلسطينيين والعرب ولذا لا يجب أن يأمل العرب كثيرا بحكومة بينيت على عكس ما يعتبره قادة حماس الذين يرون في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة كيانا محتلا تتبدل وجوهها ويبقى إجرامها واحدا بينما يرى قادة فتح والسلطة الفلسطينية أنه شأن داخلي لإسرائيل وما يحلمون به هو دولة بحدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية فقط ولذا لا فرق لدينا سوى أن تظل فلسطين قضية أولى لدى العرب ولا تتغير مفاهيمنا لها بتغير حكومات إسرائيل! [email protected] @ebtesam777