27 أكتوبر 2025

تسجيل

الحاقدون وأعداء النجاح

15 يونيو 2016

هل هناك علاقة مباشرة بين درجة النجاح الممتعة والأعداد الحاقدة! في الواقع اننا نعيش تلك التفاصيل يومياً في مجال عملنا؟ هناك اناس يعيشون بيننا يطلق عليهم “الحاقدون” أو “اعداء النجاح”، وربما لا نملك العدد الكافي منهم، ففي خضم المنافسة نجد انفسنا أمام جيش من المشجعين لكن كن على قناعة ان نصف هؤلاء لا يهتفون لك بل غالباً ما يكرهونك وبشدة.. عدد من الخبراء يروحون عن النفس بميلهم إلى هؤلاء الحاقدين لأنهم حسب مقولتهم "إذا أردت تحقيق أعظم النجاحات، عليك تمنِّي أن تصير مكروهًا" فإذا فكرنا في الأمر بشكل مختلف قليلاً فستجد ان عليك ان تحب كراهية الناس لأن هذا يعني انك في الاتجاه الصحي. أعظم الناجحين لديهم منتقديهم وكل ذلك الانتقاد يتلقاه منذ بداية طريقه إلى النجاح، فإن اعداء النجاح أناس يظنون أنهم يعرفون طريق النجاح لكنهم لم يسعوا أبداً للوصول إليه.. يقول أحد الناجحين متحدثاً عن نفسه: عندما نشرت مقالي الأكثر شعبية، تعلمت كيف اقتنص الفرص. لقد نعتوني بعدة مسميات يصعب ذكرها.. كما امتلأ بريدي الوارد برسائل مضمونها "يجب أن يقيلوك" بالاضافة إلى نعوت وتعليقات اخرى مثل "لا أستطيع الاستمرار بالقراءة.. مضيعة للوقت.. أنت سطحي للغاية".. أليس هذا يعزز حقيقة أننا بحاجة إلى اعداء النجاح في جميع مجالات العمل، لكننا يجب ألا نشغل أنفسنا بما يقول هؤلاء عن عملنا الخاص. هناك دوما أهمية لهؤلاء الحاقدين لأنهم الانعكاس الحقيقي للمعايير الثقافية لدينا. لذا فالحاقدون دوماً هم المقياس.اعتقد أن الكراهية غالبا علامة على الضعف والحسد والخوف، فالحاقدون يكرهونك لأنك تفعل ما لا يستطيعون وما لا سيفعلون، أو ما هم خائفون منه لدرجة أنهم حتى لا يحاولون، إنهم جزء طبيعي لتطور أعمالك عندما تبدأ عملاً جديداً سيكون هناك نقاد. وعندما تصبح جيداً بعملك، سيكون هناك حاقدون، وعندما تصبح خبيراً سيتحول الجميع إلى محبِّين.واعتقد ايضا ان النقد والكراهية هما الثمنان اللذان يدفعهما الشخص الناجح لإنشاء وتوسيع دائرة عمله، لذا لا تدع صوت الحاقدين يطغى عليك، ستعطيهم القوة حينئذ إذا استمعت إلى ما يقولون، تجاهل تفاهاتهم واستغلها كوقود يدفعك دوماً للأمام، إنهم يكرهونك لأنك تسعى نحو تحقيق أهدافك وتعمل عليها بقوة بطريقة ما، إنهم أعظم أنماط ردود الفعل التي يمكن أن تحصل عليها عندما تعمل بجد.في مجال الإعلام يعشش هؤلاء الحاقدون اعداء النجاح، فعلى سبيل المثال (قناة الجزيرة في قطر) نالت من السهام الحاقدة ما نالته، وما زادها ذلك إلا تألقا ونجاحا، والحاقدون هم اول من يشغف بمتابعة برامجها واخبارها.. مثال آخر مذيع ومقدم برامج وممثل وشاعر ومصور فوتوغرافي بارع الكارهون له والحاقدون يستمعون بالفعل إلى برنامجه الإذاعي يومياً أكثر مما يستمع إليه محبيه، وذلك لأنهم يريدون أن يعرفوا ماذا سيقول! وايضا كمثال ما ناله الفيلم الاسطوري المعروف "صمت الحملان" من سهام حاقدة فقدم احد النقاد رأيا سلبيا عنه لأنه بالطبع كاره للفيلم لكن هذا الفيلم في الحقيقة حصل علي جائزة الأوسكار ومنحته مجلة “رولينج ستار” تقدير ثلاث نجوم. كان ذلك من بعد تقييمهم السلبي عنه، لكنهم اعترفوا في النهاية بأنهم قد أخطأوا في الحكم عليه.معادلة جديرة بأن نضعها في الاعتبار "الكثير من الكارهين = الكثير من النجاح" وسلامتكم.