12 سبتمبر 2025

تسجيل

التخلص من الجمود

15 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن التخلص من الجمود هو تعلم حب العمل الذي نقوم به وسيكون هذا الأمر يسيرا لنا، لأن كل ما نقوم به سيصبح جزءا من برنامج جرى تصميمه ليمنحنا الاستقلال والاستقرار والأمن، وأهم من كل هذا الشعور بالسعادة عند قيامنا بالعمل.إن الكثير منا تقعد بهم هممهم ويقصر طموحهم عن طلب معالي الأمور ومثلهم في الحياة "القناعة كنز لا يفنى"، ومع اعتقادنا بأن الطمع والجشع خلقان ذميمان ولا شك، إلا أن علو الهمة في طلب الكمال وقوة العزيمة في تحقيق الأهداف من أهم أخلاق المؤمنالصادق بل العاقل، كما يقول الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى: "من أعمل فكره الصافي دله على طلب أشرف المقامات، ونهاه عن الرضا بالنقص في كل حال"، وقد قال في ذلك أبو الطيب المتنبي:ولم أر في عيوب الناس عيبا *** كنقص القادرين على التمام وقد دعانا الله تعالى إلى طلب الكمال ومعالي الأمور، فقال تعالى: "واجعلنا للمتقين إماما" الفرقان 74، ونلاحظ أن تاريخنا العظيم قد امتلأ بقصص هؤلاء الرجال الذين كانت هممهم تناطح الجبال وطموحهم لا يرضى من دون الثريا، فهذا الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يحكي عن نفسه الطموحة فيقول: "إن لي نفسا تواقة وإنها لم تعط من الدنيا شيئا إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه، فلما أعطيت ما لا أفضل منه في الدنيا: الخلافة، تاقت إلى ما هو أفضل منه: الجنة"، ويقول أيضًا رضي الله عنه: "إن لي نفسا تواقة، تاقت إلى فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها، ثم تاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها، ثم تاقت نفسي إلى الجنة".فينبغي على كل عاقل أن يتخلص من الجمود الذي ينتابه، وأن تكون له طموحات عالية وأهداف عظيمة تمكنه من تحقيق التفوق والنجاح في الدنيا إرضاء لله تعالى، وتحقيقا للخلافة في الأرض كما أمر الله تعالى، وحينما يضع أهدافه عليه أن يكون صاحب همة عالية لا ترضى بالدون لأن "من يرمي بقوسه نحو القمر فحتى إذا لم يصبه سيقع سهمه بين النجوم".صحيح أن طريق النجاح ليس مفروشا بالورود والرياحين ويحتاج إلى تعب وبذل لإدراكه، ولكن الإنسان عندما يضع هدفا في حياته يريد أن يحققه، وحينما يذوق طعم النجاح تهون عليه كل لحظة تعب أمضاها في طريق النجاح حتى يكون ذلك التعب أشهى إلى نفسه وألذ من طعم الراحة والسكون، وهذه سنة الله تعالى أنه لا نجاح ولا إنجاز إلا بتعب وكفاح، قال تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"، العنكبوت 69.