10 سبتمبر 2025

تسجيل

اختبارات التقييم التربوي الشامل

15 يونيو 2014

تعتبر الاختبارات التحصيلية جزءا مهما من الممارسات التربوية والتعليمية التي تتكاتف فيها جهود قادة المدارس المستقلة والمجلس الاعلى للتعليم والتي تستهدف قياس واقع جودة العملية التربوية والتعليمية حيث تفيد في بناء البرامج والمشاريع التطويرية وفق دراية كافية للعمل المؤسسي التربوي، ولاشك ان هذه الاختبارات مؤشر مهم لقياس الأثر على المتعلم بشكل مباشر. وندرك ان للمدرسة دورا مهما ومع العديد من الوظائف والأهداف وجميعها تدور حول تنمية وتوجيه طلبتها بالصورة التي تسمح لكل منهم أن ينمو ويتفاعل مع مجتمعه، ومن أبرز اهدافها رفع مستوى تحصيل طلبتها الدراسي. ولقد أوضحت نتائج العديد من الدراسات أن مستوى التحصيل الدراسي الذي يصل اليه الطالب لا يتوقف على مستوى القدرات العقلية التي يمتلكها الطالب فقط بل يتأثر هذا المستوى بمتغيرات متعددة منها المتغيرات الدافعية والانفعالية والاقتصادية وبالإضافة الى ذلك يتأثر التحصيل الدراسي بالمتغيرات الاجتماعية والثقافية التي تتعلق بالبيئة (المدرسية والاسرية) التي يعيش فيها وغيرها من مكونات الشخصية حيث يهتم المختصون في ميدان التربية وعلم النفس بالتحصيل الدراسي، لما له من أهمية كبيرة في حياة الطالب الدراسية، فهو ناتج عما يحدث في المؤسسة التعليمية من عمليات تعلم متنوعة ومتعددة لمهارات ومعارف وعلوم مختلفة تدل على نشاطه العقلي المعرفي، فالتحصيل يعني أن يحقق الفرد لنفسه في جميع مراحل حياته المتدرجة والمتسلسلة منذ الطفولة وحتى المراحل المتقدمة من عمره أعلى مستويات التعلم والمعرفة، فهو من خلاله يستطيع الانتقال من المرحلة الى المرحلة التي تليها بهدف الحصول على العلم والمعرفة.ويعرف مستوى التحصيل الدراسي (Achievement level) بأنه العلامة التي يحصل عليها الطالب في أي امتحان مقنن يتقدم اليه عندما يطلب منه ذلك أو أي امتحان مدرسي في مادة دراسية معينة قد تعلمها مع المعلم اذا المتوقع من اختبارات التقويم التربوي الشامل توفير نتائج علمية ودقيقة عن مستوى كفاءة العمليات التدريسية بطريقة لا تضع الطالب والمدرسة تحت الضغط، وإنما تسمح بالتعرف على مستوى الاستيعاب الفعلي للمادة الدراسية، وما هي المعلومات الأساسية التي تمكن الطالب من استيعابها واستحضارها بشكل مباشر أثناء الاختبار، وذلك يعين المعنيين بالتطوير على التعرف لأهم الأساليب الأكثر فاعلية في تدريس هذه المواد والأداء الأكثر فاعلية بين المعلمين، وأفضل الممارسات التي يمارسها المعلمون في تدريس موادهم، وعليه سوف يبنى عليها برامج التدريب وكذلك توفير الأدوات والوسائل التعليمية الملائمة التي تعين المعلمين والمعلمات على تحقيق التكامل بين المقررات الدراسية وعمليات التعلم. فأن الاختبارات التي يتقدم لها الطلاب سوف تسهم في تحديد الخطوات الإيجابية التي يجب القيام بها في مراحل التطوير المختلفة، وما هو الأثر الفاعل في بناء المقررات الدراسية الحالية، وسوف يساعدنا على صياغة البرامج التدريبية للمعلمين والمعلمات، وتجسير الكثير من الفجوات التي لم يكن متخذ القرار على دراية بها لعدم توافر المقاييس الدقيقة لتحديدها. ويهمنا كقادة تربويين ان تكون هذه الاختبارات لا تضيف عبئاً على الأسرة والطالب حيث تستهدف أن يتهيئ الطالب بطريقة اعتيادية واعتبار هذا الاختبار عملية تعليمية بحتة لا أكثر، وإنما هي أداة يُستفاد منها على الصعيد الاستراتيجي والتطويري، في تقويم أداء المدرسة كوحدة مستقلة وتقييم أداء طلابها ومعلميها وإدارتها، كما نؤكد على حث الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم على استثمار هذه الفرصة بتحقيق المشاركة الفاعلة في هذه الاختبارات دون قلق، باعتبارها سلوكا يعكس مدى العناية بتقييم الأداء العام والمشاركة فيه، مع التأكيد على البعد كل البعد عن الضغط النفسي قبل أداء هذا الاختبار، بل الأخذ بما يحقق النتائج الصادقة والتي ستسهم إن شاء الله في تحقيق ما يأمله التربويون.وختاما - نأمل ان هذه الاختبارات تحقق للقائمين على تطوير عمليات التعليم والتعلم، الفرصة الكافية لقراءة الواقع من خلال أدوات علمية ودقيقة، وتضع الطالب محور العملية التربوية والتعليمية من خلال قياس الأثر ومناقشة أساليب التحسين المأمولة.فلسفتي (كلمات تفتح الأبواب المغلقة )