27 أكتوبر 2025

تسجيل

أهلا شعبان.. رمضان أهلا

15 يونيو 2014

اعادت /ليلة النافلة/ منتصف شهر شعبان الجاري الذاكرة إلى العام المنصرم مثل هذا الوقت حيث الاستعداد لمواسم الخير، بعد ان نسي الكثير نفسه بعد اول يوم من أيام عيد الفطر وعاد إلى لهوه وغفلته وانغماسه في ملذات الدنيا، تحل علينا هذه الايام المباركة وقد امضينا عاما كاملا منذ ودعنا شهر رمضان الماضي، كسب من كسب وخسر من خسر، وها نحن اليوم نبدأ فصلا جديدا لمواسم الخير، فشعبان الذي نحن فيه قال عنه رسولنا الكريم: "إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها" وهي دعوة كريمة لكل مسلم يرجو ثواب الله تعالى أن يستقبل مواسم الخير ونفحات البر بقلب صاف ونية سليمة وهمة عالية ترضي الله تبارك وتعالى وتجعل العبد من الفائزين الرابحين في الدنيا. مواسم الخير التي نعايشها في هذه الايام المتبقية على حلول الشهر الفضيل هي رحمة من الله عز وجل بعباده، يكثر أجرها ويعظم فضلها، حتى تتحفز الهمم للعمل وننال رضا الله وفضله، فنبدأ استقبال شهر رمضان الكريم بالتوبة إلى الله عز وجل وكثرة الدعاء بأن يبلغنا الله الشهر ونحن في صحة وعافية، وأن يكون الحمد والشكر ملء قلوبنا وألسنتنا، مع استشعار الفضل العظيم والأجر الكبير المترتب على الصيام،مع انتظار ختام الايام المتبقية من شهر شعبان، نعيش متعلقين تسمو الارواح متجهة نحو بارئها تلتمس فضل هذا الشهر، ففيه ترفع الأعمال إلى الله تعالى، ونسترشد بعلمائنا الافاضل الذين يكرسون جهدهم وتعليماتهم للتذكير بفضل هذا الشهر حيث تُرْفَع فيه الأعْمال إلى ربِّ العالمين، وفيه يبدأ الاستعداد لموسم الخير والتقرب إلى الله تعالى بأعمال البر، وفيه استحضار لمعاني الرحمة والمغفرة التي تتنزل على العباد في شهر رمضان الفضيل.يستعد كل مسلم لاستقبال رمضان المقبل كما كان استقباله العام الماضي، ونعيد الذاكرة بالبرنامج اليومي في رمضان حيث الصيام طوال الشهر الفضيل، والقيام، والصدقة، والاجتهاد في قراءة القرآن، والجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس، والاعتكاف، والعمرة في رمضان، وتحري ليلة القدر، والإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار، ما احسنه من برنامج إلهي لا نجيد تطبيقه إلا في رمضان ونغفل عن كل تلك الافعال بمجرد توديعنا له بحلول عيد الفطر المبارك.. فنرجع إلى عادة النوم والغفلة عن بعض الصلوات المكتوبة، والإسراف في المأكل والمشرب، وغيرها.لست واعظا ولم أشأ ان تكون مقالتي للترغيب والوعيد ونحن نستعد لشهر رمضان المبارك، ولكن من واقع ما نهتدي به من مشايخنا يتبين لنا اننا غافلون عن اشياء اقترفناها دون وعي بنتائجها، فنستغل هذا الشهر الذي يدعونا إلى التوبة عن سيئات ما قمنا به طوال العام، وللتوبةـ كما يعرفنا ديننا لها ـ شروط عامة أولها الندم على ما فات من ذنوب ومعاصي وتفريط في حق الله، وثانياً الإقلاع عن الذنب والتوقف عن إتيانه، وثالثاً العزم على أن لا يعود الإنسان لتلك المعاصي والذنوب، ورابع هذه الشروط هي أن يؤدي الحق إلى أصحابه وأن يحرص أن تكون في أسرع وقت في حياته قبل الموت.كان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه أن يتقبله منهم. وعند دخول رمضان يحمد الصائم ربه على بلوغه وهو في صحة جيدة وهي نعمة عظيمة تستحق الشكر والثناء على الله، كما يتطلب الفرح والابتهاج، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان فيقول: (جاءكم شهر رمضان، شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم).. وعلى المسلم ان يشد العزم والتخطيط المسبق للاستفادة من فضائل رمضان.كل عام والمسلمون في كل اصقاع العالم قاطبة ينعمون بفضل الله تعالى بالأمن والأمان، وتعلو مكانتهم وتقدمهم على باقي الامم انه سميع مجيب.. علينا ان نستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع الله سبحانه وتعالى بالتوبة النصوح وبالاعمال الصادقة. وسلامتكم.