13 سبتمبر 2025

تسجيل

أوقفوا الردح.. إنه رمضان

15 يونيو 2013

علمنا نبي الأمة عليه أفضل الصلاة والسلام أن الإيمان إحدى وسبعين شعبة أقلها الحياء.. فهل أصبحنا عاجزون عن تأدية أقل الإيمان؟!! فلا حياء ولا استحياء ولا خجل.. هل أصبحت هذه هي سمة الأمة الإسلامية وقبلها العربية إلا من رحم الله؟! إن كلام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس موجهاً إلى أصحاب المساجد واللحى الكريمة فقط.. بل لكل المسلمين بكافة أطيافهم وثقافتهم.. لأن الحياء جزء متأصل في شخصية الإنسان وخاصة المسلم.. ففي حين نستقبل الشهر الفضيل هذا العام والأمة العربية خاصة غارقة في الفتن والقتل ورائحة الدم تفوح في الأجواء والأرجاء من بين قتيل وشهيد وجريح في سابقة لم تشهدها الأمة.. نجد بأن هناك من الدول لا تزال تقيم الحفلات والمهرجانات والبرامج والمسابقات الغنائية بدون أدنى حياء ولا احترام لدم مسال أو شعب أو قضية أو حرمة لهذا الشهر الفضيل الذي يجب أن تكون بوادره في شعبان وهو شهر التهيئة لرمضان ومناسكه وقدره وعظمته ورحمته.. ثم بعد ذلك نرفع أكفنا لطلب الرحمة والرزق والمغفرة من الله بعد إساءتنا له سبحانه والتعدي على حرماته بكل صفاقة ووقاحة؟! تفاجأت ونحن في شعبان وقبيل رمضان بأيام قليلة بمهرجان غنائي حاشد في إحدى الدول العربية.. يتراقص الرجال والنساء معاً على المدرجات ويتمايلون لأغاني مطربات كاسيات عاريات.. والأدهى من ذلك أن هناك مهرجاناً غنائياً آخر يقام في نفس الوقت داخل فلسطين المحتلة.. وها هي غزة برجالاتها يستقبلون المطرب الفائز في مسابقة غنائية استقبال الأبطال الفاتحين.. لأنه وحد القلوب؟!! ناهيك عن سيل المسلسلات التي تهدم البيوت لا أن تعمرها.. فلا حول ولا قوة إلا بالله.. هل وصل بنا العجز عن تأدية أقل شعب الإيمان.. ألا وهو الحياء من الله قبل النفس والناس؟! ثم نقول: مال شبابنا وقد انحرفوا عن عقيدتهم وثقافتهم وعروبتهم وحيائهم ودينهم؟! قليل من الحياء أيها العرب احتراماً لرمضان ولشهداء الأمة ودمائهم وأراملهم وأيتامهم.. قليل من الحياء ليسترنا الله في الدنيا والآخرة.. قليل من الحياء لنستطيع أن نرفع أكفنا لله لطلب العفو والمغفرة.. إنه رمضان.. رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران.. كفانا استهتاراً حتى نكاد لا نعرف أين نحن وما هو دورنا في هذه الحياة؟ بحق هذا الشهر الفضيل أوقفوا الردح.. احتراما لله ولنبيكم ولدينكم ولأنفسكم. وتقبل الله طاعتنا وطاعتكم.