16 سبتمبر 2025
تسجيلفي ظل أجواء معرض الدوحة الدولي للكتاب الذي افتتح الأربعاء الماضي ويستمر حتى الثامن عشر من الشهر الجاري، يلاحظ التطور المستمر لهذه التظاهرة الثقافية عامًا بعد عام لتصبح فعالياته أكثر متعة وفائدة للجمهور، كما يزداد بريقه وجاذبيته للمهتمين بالفكر والأدب والثقافة من ناشرين ومؤلفين وقُراء في وطننا العربي، فضلًا عن تلبيته لتطلعات شرائح المجتمع المختلفة. ولنعترف بأن الدوحة قد استطاعت أن تنقل معرض الكتاب من مفهومه الضيق والمختزل في عرض وبيع الكتب إلى مفهوم أوسع وأكثر شمولية، من هنا نتوجه بالشكر للقائمين على هذا التنظيم الرائع وعلى رأسهم سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد بن جاسم آل ثاني وزير الثقافة الذي لا يألو جهدًا في المتابعة اليومية الحثيثة للفعاليات المختلفة، وتواجده شبه الدائم في أروقة المعرض وحرصه على لقاء المشاركين من ناشرين وموزعين وجمهور والاهتمام بملاحظاتهم وتعليقاتهم في إطار تذليل كافة العقبات لنجاح المعرض. إحدى محطاتي الرئيسية في معرض الكتاب كانت دائمًا مكتبة الكتب التراثية للأخ الكاتب والأديب عبدالعزيز البوهاشم السيد، وبعيدًا عما تتمتع به المكتبة من مقتنيات فكرية نفيسة وإرث ثقافي فريد، فإنها تحرص في كل دورة للمعرض على أن تكون فاعلةً ومساهمة في الحركة الثقافية من خلال استضافة القامات الأدبية والفكرية من الداخل والخارج وعقد الندوات الحوارية الثرية والممتعة للجمهور، وفي ذلك السياق استضافت المكتبة أحد أبرز المهتمين بالتاريخ الشمولي للجزيرة العربية وهو الدكتور عبداللطيف العفالق مؤلف كتاب «جذور»، حيث عقدت مساء الأحد الماضي ندوة تاريخية بعنوان «منازلنا الأولى» تحدث فيها الدكتور عن رحلة الاثني عشر عامًا التي قضاها في البحث عن أجوبة لتساؤلات علمية أنثروبولوجية، تاريخية وجغرافية، أفضت إلى تأليفه لكتاب «جذور» الذي يجد فيه المهتم بتاريخ الإنسان عمومًا وتاريخ جزيرة العرب خصوصًا ضالته. والجدير بالذكر أن المؤلف متخصص أصلًا في صناعة وتطوير المنتجات الثقافية وله إنجازات عديدة في هذا المجال، فهو يمتلك رؤية ثقافية سياحية معتمدة على الجاذبية التاريخية والجغرافية للجزيرة العربية عمومًا والساحل الشرقي منها على وجه الخصوص، حيث تشير الدراسات التاريخية والعلمية التي أنجزها إلى أن الخليج العربي هو الموطن الأصلي للإنسان، لذا يعتقد الدكتور عبداللطيف العفالق بأن هناك فرصة سانحة خلقتها معطيات حديثة لإعادة صياغة حكاية الإنسان عن طريق برامج ومشاريع وفعاليات سياحية جاذبة وذلك منظور حديث ومهم لتاريخ المنطقة مما يخلق فضاءات بحثية وعلمية واستثمارية هائلة في المجالات السياحية وغيرها. وفي الختام أكرر شكري للقائمين على تنظيم معرض الدوحة الدولي للكتاب، كما أدعو الجمهور الكريم لزيارة المعرض والمشاركة والاستمتاع بفعالياته الأدبية والفكرية.