16 سبتمبر 2025
تسجيلانعقد منتدى الدوحة هذا العام في دورته الخامسة عشرة في ظروف عربية وخليجية غاية السوء، أمريكا في سباق مع الزمن للتوقيع على اتفاق مع إيران حول مشروعها النووي، عرب الخليج متخوفون من نتائج ذلك الاتفاق الأمر الذي قد ينعكس على المنطقة بكاملها، إيران تتفاخر بأنها تحكم أربع عواصم عربية وأنها في طريقها إلى الخامسة، تهديداتها البحرية لكل من يعترض سفنها المتجهة إلى اليمن تتعاظم وكأنها دولة عظمى، حرب تجري على صعيد العراق وسورية واليمن، ولبنان غير قادرة على انتخاب رئيس الجمهورية لأن حزب الله اللبناني يريد رئيسا لبنانيا حسب مواصفته، ولن يقبل بغير ذلك، لأن المرجعية الإيرانية تطلب توفر صفات محددة في رئيس لبناني قادر على تحقيق مصالحها، وإسرائيل تتمدد في كل اتجاه في فلسطين المحتلة دون رادع عربي أو إسلامي أو دولي. (2) جدول أعمال المنتدى هذا العام متداخلة بنوده إلى حد التشابه، فكنا نناقش حال اليمن وبالضرورة سنتناول الحال في العراق وسورية ولبنان وسنناقش الأسباب المؤدية إلى تلك الأحوال، ومنها الدولة الإسلامية، وتنظيم القاعدة والحوثيين، وفي جلسة أخرى، أو قاعة أخرى، وبالتوازي تناقش ذات الموضوع بمسمى آخر، في السنوات الماضية كان رواد المنتدى من أمريكا والعالم العربي أكثر وزنا في تقديري من رواده هذا العام. سؤالي الذي أبحث عن جواب له: هل استطعنا بعد خمسة عشر عاما أن نشكل لنا - أعني قطر - "لوبي" داخل الولايات المتحدة الأمريكية، بوجه خاص، وأوروبا على وجه العموم، للدفاع عنا وتبني مواقفنا كما تفعل بقية الأمم؟، هل استطعنا بعد خمسة عشر عاما أن نقنع أحدا من هذا الكم الهائل (أكثر من 200 شخصية أمريكية) الذين ندعوهم كل عام أن يناصرنا في مواجهة الحملات الإعلامية التي تثار ضدنا في الخارج من وقت إلى آخر خاصة ما يتعلق بحقوق الإنسان وفي مقدمتها العمالة الأجنبية، إذا لم نكن استطعنا تحقيق ذلك فإنني أزعم أن هناك خللا في سلوكنا السياسي، والقدرة على استثمار ما نفعل في تكوين صداقات بين هذه النخب التي نستضيفها كل عام، كان بودي أن اللجنة المنظمة لمنتدى الدوحة أن تأخذ هؤلاء الضيوف في رحلة إلى المدن الصناعية، ومساكن العمال الحديثة ليعرفوا أن الحملة علينا ظالمة، وأن تخوفنا من الهيمنة الإيرانية مشروع لأن مدننا الصناعية مكشوفة وليس هناك موانع طبيعية تحد من أي حملة غازية لبلادنا.(3)قرأت في الصحافة المحلية بأن جامعة قطر (جامعة الدولة الوحيدة) قررت رفع الرسوم الدراسية بواقع 100 % بدءا من العام الدراسي القادم، هذه القفزة الكبيرة جدا في تقديري ليست مبررة، فالجامعة مؤسسة غير ربحية، فلماذا ترفع الرسوم الدراسية بهذه النسبة العالية؟، قد يقول قائل: إن هذه الزيادة لن تمس الطالب القطري وهذا نصف الحقيقة، لأن كثيرا من الطلاب قطريون وغيرهم أحيانا يحذفون مواد وفي هذه الحالة عليه أن يدفع تكلفة تلك المادة المحذوفة وهي عالية التكاليف، الأمر الآخر أن الطالب العربي الذي يدرس جنبا إلى جنب يشعر بعدم المساواة وهذا في المستقبل البعيد لا يشكل لنا رصيدا من الأصدقاء الذين يتخرجون في جامعاتنا وقد يتولون مراكز عليا في بلادهم، وسؤالي إلى كل النخب الذين تخرجوا في جامعات عربية أو أجنبية ألا يشعر بالتعاطف مع ذلك البلد في محنته وأزماته، ألا يشعرون بالحنين إليه؟ كل شيء في جامعتنا قيمته النقدية عالية جدا بالقياس إلى كل جامعات العالم، على سبيل المثال فنجان القهوة في مقصف في الجامعة لا تقل تكلفته عن 10 ريالات وهي قيمته في فندق الخمس نجوم في الدوحة، وهذا مبلغ مرتفع الثمن بالنسبة للطالب، ناهيك عن وجبة الغداء في الجامعة. الجامعة تستطيع أن تؤسس لمشاريع تدر عوائد مالية مربحة للجامعة وبأسعار أقل تكلفة بدلا من رفع قيمة المصاريف الدراسية. قد يقول قائل أيضا: إن الهدف من رفع الرسوم هو الحد من قبول عدد الطلاب غير القطريين في الجامعة لأن أعداد الطلاب زادت في الأعوام الأخيرة نظرا لسياسة القبول المتبعة اليوم، وفي تقديري، هذا أيضاً شطط وتبرير غير مقبول فالأب قد يرسل ابنه إلى جامعات خارج الدولة بتكلفة أقل كثيرا وفي بعض الجامعات إذا كان الطالب متفوقا فإنه يعفى من المصاريف الدراسية، ومن هنا أقول إن هذه السياسة الطاردة للانضمام إلى جامعة قطر تحرم البلاد من تدوير دخل الفرد العامل في البلاد لأنه سينفق على ابنه / أبنائه من دخله في قطر أي أنه سيحول قسطا كبيرا من العائد عليه من عملة إلى الخارج، ومن هنا تكون الخسارة مرتين خسرنا متعاطفا ومحبا لنا في جيل الشباب كان لزاما ادخاره للأيام الصعبة القادمة علينا، وخسرنا تدوير العائد المالي على الأسرة في داخل البلاد، لا أريد أن أذكِّر بنماذج حدثت لمثل هذا السلوك غير المدروس دراسة اقتصادية واجتماعية وسياسية.آخر القول: إذا كانت الجامعة تشكو من عجز ميزانيتها، فإننا نطالب الجمعيات الخيرية في البلاد تقديم الدعم للجامعة بدلا من الإنفاق في دول غير عربية على مشاريع لا نستفيد منها ولو بالوقوف معنا في قضايانا العربية.