21 أكتوبر 2025

تسجيل

برنامج دراسات الخليج

15 مايو 2014

منطقة الخليج العربية تعتبر تاريخا حاضرًا ومستقبلاً من أهمّ المناطق في العالم ، وقد أشبعت بحثا ودراسة من قبل مراكز بحثية عالمية متعددة ومتخصّصة بمنطقة الخليج ، وآخر تلك البرامج البحثية الحديثة برنامج فريد من نوعه على مستوى المنطقة العربية والعالم تم إشهاره مؤخرا في قطر، والذي تبناه قسم دراسات الخليج في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر ويُعدّ البرنامج الثاني بعد جامعة /إكستر/ ببريطانيا ، وترجع أهمية هذا البرنامج كونه ينطلق من داخل محيط منطقة الخليج العربي الإستراتيجيّة . مركز دراسات الخليج بجامعة قطر السابق كان قد قدم مبادرات بحثية مهمة في هذا الجانب ، ففي مطلع القرن الجاري طرحت دراسة جادة من إعداد مديره الأسبق الدكتور حسن الأنصاري تحت عنوان //الرؤى الأمنية في منطقة الخليج// وركز على الجانب الأمني الذي هو ليس بجديد على هذه الدول التي استفادت من الاهتمام الدولي بها لقرون طويلة للمحافظة على أمنها ووجودها . وفي العصر الحديث بعد أن شهدت دول المنطقة تطورا ونموا في جل مرافق الحياة فيها اعتمدت على علاقات ومصالح مع بعض الدول العظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية لأنها كدول ناشئة تسعى للاستقرار والتنمية رأت أن وجود قوى كبرى تساندها أمر ضروري لحفظ الأمن فيها . الدراسة السابقة كشفت أن دول الخليج العربية بحكم حجمها وقدراتها الدفاعية المحدودة، لا تستطيع بطبيعتها أن تشكل خطرا وتهديدا للقوى الرئيسية في المنطقة، كما أن قدرتها محدودة في إنشاء هيكل أمني تستطيع من خلاله درء الأخطار الإقليمية، وأوضحت الدراسة أن ميلاد مجلس التعاون الخليجي جاء في ظل ظروف أمنية مع بداية الحرب العراقية الإيرانية في مطلع الثمانينات من القرن الماضي ليركز على شعار /أمن الخليج مسؤولية أبنائه/ ومن هنا جاء مجلس التعاون لملء الفراغ الأمني الشاغر حتى الآن . أما برنامج دراسات الخليج بجامعة قطر الحالي فتكمن أهميته في الوقت الراهن كونه يحمل مواد متنوّعة تتناول تاريخ المنطقة وسياساتها واقتصادات دولها، بالإضافة إلى دراسة الطاقة والنفط والغاز والسياسات البيئيّة والمناخيّة والإعلام في منطقة الخليج الحيوية إلى جانب الثقافة والأدب ومواضيع تمسّ دولنا وأمن منطقتنا، والتركيز على الدراسات الأمنيّة حول دول الخليج العربية مهم جدا باعتبار أنها تُعتبر حاضرًا ومستقبلاً من أهمّ المناطق الفاعلة في العالم . من ميزات برنامج دراسات الخليج الجديد وفق تصريحات صحفية مؤخرا لمديره الحالي د. عبدالله با عبود أن الكادر الأكاديمي أغلبه من قطر والدول الخليجيّة، كالسعوديّة والبحرين والإمارات وسلطنة عمان إلى جانب أساتذة من مختلف دول العالم، وهذا ما يسهل فهم طبيعة شعوب المنطقة، وسبر أغوارها ومتطلبات التنمية الجارية فيها، يدعم ذلك وجود جامعات عريقة ومؤسّسات داخليّة وخارجيّة تقوم بتقييم جودة البرنامج والمواد التي يطرحها ضمن خططه الدراسية. جامعة قطر تمرّ بمرحلة تطويريّة على كل المستويات، وبرنامج كهذا سيجد إقبالاً عالميًّا من مختلف الدول الأوروبيّة والأمريكيّة والإفريقيّة والآسيويّة، نظرًا للأهمّية التي تحظى بها منطقة الخليج وقضاياها السياسيّة والاقتصاديّة والأمنية .. وبالتوفيق والنجاح وسلامتكم