16 سبتمبر 2025

تسجيل

حق العرب في قوة نووية

15 مايو 2013

انظروا إلى إيران، عشرون عاما منذ انتهاء الحرب بينها وبين عراق صدام حسين كانت كافية للعمل من أجل امتلاك قوة نووية متعددة الأغراض، فهي تعلن أن نيتها هو الاستخدام السلمي، فيما الغرب الذي تحرضه إسرائيل تقول إنها تعمل على صنع سلاح نووي، ومنذ اكتشاف سعي طهران لامتلاك قوة نووية حتى اليوم لا تزال الحرب السياسية والاقتصادية معلنة ضد إيران، وهي تستغل كل يوم لتطوير تجاربها، وتسعى لليوم الذي تعلن فيه أنها انتهت من التصنيع إلى الامتلاك، فيما لا تزال الدول العربية تنادي بمنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في المنطقة التي تسيطر إسرائيل على قوتها العسكرية والنووية. السؤال: ما الذي يمنع الدول العربية خصوصا ممن يمتلكون فائضا هائلا من الأموال والموارد الطبيعية من السعي نحو امتلاك قوة نووية للاستخدامات السلمية على الأقل؟! فدولة مثل كوريا الشمالية تناطح القوى العظمى كلها، وتتحدى مجلس الأمن وتعلن عن تجربة نووية ناجحة، أججت المواقف ليس مع خصومها بل حتى مع حليفتها الصين، وجعلت الشرق الأقصى ينام على وقع كوابيس حرب جديدة هناك، فما هو الجديد في العالم العربي، الذي تستنزف الميزانيات العسكرية جلّ موازنات دوله عموما دون أن تشعرها بالأمان من صباح إيراني يهدد مصالحها مثلا، أو من نزهة حربية يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، أو ضد أي طارئ غير مرغوب فيه نفهم أننا يجب أن نركز على منطقة خالية من القوة النووية، ولكن بين خواصرنا وخلف ظهورنا هناك من يمتلك قوة نووية أو ما يعادلها من القوة العسكرية التي باتت تشكل له سيطرة كاملة على الأرض والفضاء العربي، ولنتذكر أن الطيران الإسرائيلي وصل يوما ما في بداية الثمانينات إلى الأراضي العراقية عبر البحر فالأجواء السعودية والأردنية ودمر نواة المفاعل الذري العراقي، ولم يعاقبه أحد، فيما وصل مرة أخرى إلى عمق البادية السورية الشرقية قرب الحدود مع العراق ودمر أهدافا قال إنه مصنع للأسلحة البيولوجية وعادت مقاتلاته كالنحل دون أن يعترضها سلاح الجو السوري الذي يقصف المدن والتجمعات السكانية اليوم في كل مكان من سوريا. اليوم نجد أن الدول العربية، الفقيرة منها قبل الغنية، تنفق مليارات كثيرة من المال في وجوه لا تعود عليها بالتطور العلمي أو التكنولوجي أو الصناعات العسكرية بأقل فائدة، والسبب أن العمل الفردي لا يمكن أن ينتج عنه سوى تكرار التجارب وتكرار الفشل نحو حلم الريادة، فيما مجال البحث العلمي لدى الدول العربية يتراجع سنة إثر سنة، وجيلا بعد جيل، رغم بحبوحة العيش التي مكنت كثير من فئات الشباب الوصول إلى أرقى درجات التحصيل الدراسي ولكن ليس العلمي، ومن يصل إلى مرحلة النبوغ العلمي تفتح الدول المتقدمة في العالم الغربي أبوابها للاستفادة منه وكأنه لم يكن هنا من قبل، وهذا ما يسمى بهجرة الأدمغة العربية. في عالمنا العربي وهو المكون الرئيس لإقليم الشرق المتوسط يعيش العرب وسط ثلاث قوى تنازعه، هي الكيان الإسرائيلي وإيران وتركيا، ودون الخوض في تفصيلات معلومة للجميع، فإن كل حدودنا وكل ثرواتنا وتاريخنا الممتد مهدد في أي وقت من هذا الزمن الذي نراهن على سكون الأحداث فيه، معتمدين على الانعزالية أو عدم الانحياز أو الاختباء خلف الدولة المدنية المسالمة المنادية بالسلم العالمي، مع أن هذا لا يمكن تحقيقه من دون قوة عسكرية تحفظ كل تلك الميزات والتوازنات بشكل محترم. من هنا كان من الحريّ التفكير الجدي في إعادة قراءة التاريخ السياسي والعسكري العربي وإعادة التفكير في أولوياتنا للسعي نحو قوة عربية ضمن منظومة عسكرية مشتركة ترتبط بقيادة موحدة تحاكي مؤسسة جامعة الدول العربية ومثالها اتحاد الشرطة العربية التي تجتمع دوريا، لخلق المناخ المناسب فكريا وعلميا وماليا لخلق صناعات عسكرية عربية تغني عن الانتظار سنوات كي توافق دولة ما على صفقة أسلحة متطورة، علما أن الصناعات العسكرية في الدول الصناعية الكبرى تنتجها شركات خاصة كبرى تتنافس في تسويق منتجاتها الحربية، فيما لا نزال نحن العرب نرتعب من مجرد طرح فكرة الحلم بالحصول على قوة نووية!