13 سبتمبر 2025

تسجيل

لولوة الخاطر.. بـكِ نفخر ونفاخر

15 أبريل 2020

تابعت بالأمس بشعور كبير من الفخر اللقاء التلفزيوني لسعادة السيدة لولوة الخاطر مساعد وزير الخارجية والمتحدث الرسمي للجنة إدارة الأزمات، والذي أجراه معها تلفزيون ( العربي ) لمناقشتها حول الأزمة العالمية من تفشي فيروس كورونا ( كوفيد 19 ) ومستجداته في دولة قطر، والإجراءات التي اتخذتها الحكومة القطرية لمنع تفشيه، بالإضافة إلى سؤالها عن آخر ما توصلت إليه الأزمة الخليجية وآثار الحصار الجائر المفروض على قطر منذ ما يقارب ثلاث سنين متواصلة، وقد بدأت حديثي بأنني تابعت هذا اللقاء بشعور يغمره الفخر بهذه المواطنة القطرية الأصيلة التي تبوأت المسؤولية وكانت ولازالت جديرة بها، وربما جاءت أزمة الوباء الذي تفشى في العالم بأسره الفرصة الأكبر لنتعرف على هذه الإنسانة التي وُضعت في صدارة الأحداث لعرض مستجدات وإحداثيات انتشار هذا الفيروس في البلاد فأثبتت أنها على قدر هذه المسؤولية الكبيرة، فهي متحدثة لبقة، وذات لغة عربية فصيحة صحيحة، وتمتلك من سرعة البديهة ما يمكنها بها أن تتدارك المواقف، ناهيكم عن تمكنها من الإجابة على أي سؤال يمكن أن يُوجه لها ببساطة وذكاء، وامتلاكها للمعلومات الكافية بإثراء أي لقاء تكون هي طرفا رئيسا فيه، وبالأمس مارست هذه السيدة القطرية ما تجيده تماما، التحدث بثقة والحضور اللافت وإثراء اللقاء حتى كادت المذيعة ألا تنهيه، وما شدني بجانب شخصية السيدة لولوة التي طغت على سير اللقاء، هو المعلومة التي كشفت عنها سعادة السيدة لولوة الخاطر عما قامت به الخطوط القطرية في إجلاء ما يزيد على (مليون إنسان ) كانوا عالقين في كافة دول العالم بعد تفشي وباء فيروس كورونا في معظم الدول التي باتت موبوءة اليوم، لا سيما في القارة العجوز ( أوروبا ) في خطوة شجاعة جدا، أثبتت من خلالها قطر أنها دولة المواقف ليس في محيطها الخليجي فقط والذي سجلت وتسجل فيه دورها البطولي والأخوي مرة حين أجلت بعضا من رعايا مملكة البحرين الذين كانوا عالقين في مطار مشهد الإيراني وأحضرتهم إلى قطر معززين مكرمين وأجرت لهم الفحوصات اللازمة بعد أن رفضت البحرين استقبالهم في بادئ الأمر قبل أن تُحرج دوليا وتقوم بإعادتهم إليها على متن طائرة إيرانية قديمة الصنع وتفتقر لنظام تنقية الهواء استأجرتها من طهران !، أما المرة الثانية فهي ما تقوم به حاليا من مساعدة نظيرتها الخطوط الكويتية في إجلاء ما يقارب 40 ألف مواطن كويتي ينتظرون الإجلاء من مختلف دول أوروبا وآسيا والوطن العربي وتركيا برحلات مباشرة من هذه الدول إلى بلادهم، ولم يتوقف دورها هنا فقط وإنما على مستوى العالم، حيث استطاعت أن تعيد مئات الآلاف من المواطنين الأوروبيين إلى دولهم في فترة كانت هذه الدول تراهن على الوقت لتتمكن من إعادة مواطنيها إليها، وجاءت نجدة قطر سريعة بحكم علاقاتها المميزة مع أغلب دول العالم وثقتهم بقدرة هذا البلد الخليجي الذي يملك أسطولا ضخما من الطائرات في تسجيل دور بارز في عمق هذه الأزمة التي أثبتت أن للمواقف رجالا، وهؤلاء يحملون الدم القطري والنخوة القطرية والإنسانية التي لم تفرق بين دين وآخر وشعب وشعب، بالإضافة إلى هذا فقد عملت قطر العظيمة على إجلاء موظفي الأمم المتحدة والذين كانوا عالقين في العراق، مما يعزز الشراكة الأبدية التي تربط دولة قطر بمنظمة الأمم المتحدة التي تدين بكثير من المواقف الإنسانية والمادية لقطر، ولذا كان لابد أن أشعر بالفخر كما هو شعور كل مواطن ومقيم من أهل قطر بشخص وشخصية السيدة لولوة، التي سردت وتحدثت بثقة ولباقة وعلم ودراية، وكان حضورها لافتا في الوقت الذي يبدو غيرها شبحا يطل من وراء الشاشة !.