15 سبتمبر 2025
تسجيلفي 5/6/2017 قامت الإمارات ويتبعها في ذلك قلائصها، وهم السعودية والبحرين ومصر، بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وبدء حصارها، وطلبت من الدبلوماسيين القطريين المغادرة، وأغلقت كافة المجالات والمنافذ، الجوية والبرية والبحرية، مع قطر. وأمهلت تلك الدول الأشخاص المقيمين والزائرين القطريين لأراضيهم مهلة أسبوعين فقط للمغادرة (تم تقليصها لمدة يومين فقط). قطر من جانبها لم تعامل تلك الدول بالمثل، وأعلنت، بشكل رسمي، بأنها لن تقوم بطرد مواطني هذه الدول من أراضيها معلنة بأنها تعمل وفق العقود والقوانين التي تنظم العلاقات الخارجية بين قطر وهذه البلدان. وكان أحقرهم في معاملة المقيمين والزائرين القطريين هي السعودية، التي تأتمر بتعليمات وتوجيهات الظبياني، حيث قامت بطردهم من الفنادق بمكة المكرمة، والطلب منهم التوجه مباشرة إلى مطار جدة للمغادرة الفورية، وعدم إكمال مناسك العمرة الرمضانية، التي يحرص عليها القطريون والمقيمون بدولة قطر كل سنة. أما قرار الإمارات الرسمي فقد جاء متناقضاً. فقد صرحت أنه "تقرر اتخاذ الإجراءات الضرورية بما فيها مصلحة دول مجلس التعاون الخليجي عامة، والشعب القطري الشقيق خاصة" ومن حبها لمصلحة الشعب القطري فقد قامت "بمنع دخول وحتى عبور القطريين إلى دولة الإمارات". ومحاولة لفهم الأسباب التي أدت إلى هذه الإجراءات قمت بتتبع مواقع دول الحصار، الرسمية منها وغير الرسمية، لأعرف من أين أتى هذا التوجه القاسي لكل ما يمت بصلة لقطر وأهلها. وبعد البحث وجدت أن الأسباب كلها أسباب إماراتية، وليست أسبابا منشؤها دول الحصار، بل إن دول الحصار هي دول مغلوبة على أمرها، تأتمر بما يفرضه الظبياني والعميل الصهيوني. وبمراجعة جميع الأسباب التي وردت في جميع تلك المواقع الإلكترونية وجدت أنها، في مجملها، اتهامات واهية غير مستندة على أسس حقيقية، ولهذا عندما طلبت قطر منهم الجلوس للحوار، وإبداء الأسباب، تهربوا منها، ولم يتجرأ أي منهم للحوار لمناقشة أسباب الأزمة. والأسباب لموقفهم تجاه قطر تتركز في الادعاءات التالية: أولاً: علاقة قطر مع إيران: طالبت الإمارات قيام قطر بخفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، ومن المعروف أن قطر قامت بسحب سفيرها من إيران، بتاريخ 6/1/2016، بعد حرق السفارة السعودية. وسحب السفير في العرف الدبلوماسي هو خفض التمثيل الدبلوماسي بين أي دولتين (رجع السفير القطري إلى إيران بعد الحصار). مع العلم بأن الكويت والإمارات لا تزال سفاراتها تعمل بدون سفير أما عمان فسفارتها تعمل بكامل طاقمها. والحمد لله أن علاقة دولة قطر مع إيران لم تنقطع وهذا مما خفف وقع الحصار على قطر وشعب قطر. فمجرد قيام "الأشقاء" بمنع الغذاء والشراب والدواء عن قطر قالت إيران لقطر إذا خانكم "الأشقاء" فنحن كأصدقاء نقول لكم إن جميع حدودنا ومواردنا هي تحت تصرفكم. وبهذا فتحت الحدود البحرية والجوية الإيرانية لقطر، وتم تخصيص ثلاثة موانئ إيرانية لتكون تحت تصرف قطر. أما اتهام قطر بتواجد الحرس الثوري على أراضيها فهو ادعاء باطل من أساسه. ويظهر أن الإمارات طبقت المثل العربي "رمتني بِدائها وانسلت". فجزء من الشعب الإماراتي، تعود أصولهم لإيران (بعض المصادر تقدر أنهم في حدود 600 ألف)، وأكثر من 8 آلاف شركة تجارية إيرانية مسجلة رسمياً في الإمارات، وأن إيران تجاوزت مرحلة الحصار الدولي عليها بسبب التجارة البينية مع الإمارات (تعتبر الثانية بعد الصين). وهنا يظهر تساؤل بريء: مع وجود هذه الأعداد الكبيرة من الإيرانيين، وهذا الحجم الكبير للتبادل التجاري بينهما، ألا يعتقد أن تواجد الحرس الثوري في الإمارات أقوى؟ ثانياً: علاقة قطر بتركيا: الوضع يشبه أنك قمت بدعوة بعض الأصدقاء لزيارتك بالبيت، وأن جارك جالس على باب بيتكم يسمح لبعض ضيوفك بالدخول، ويمنع ضيوفاً آخرين. منذ أن أتى أردوغان كرئيس وزراء، ومن بعد ذلك كرئيس، والعلاقات بين قطر وتركيا ترتقي بشكل مستمر، وتوجت هذه العلاقة بالعديد من الاتفاقيات الثنائية في شتى المجالات، وكان من أهمها اتفاقية التعاون في مجالات التدريب العسكري، والصناعة الدفاعية، وتبادل تمركز القوات المسلحة على أراضي كل طرف، والتي وقعت بتاريخ 19/12/2014 (من 2014 حتى الآن تم عقد أكثر من15 قمة و40 اتفاقية). ولدولة قطر العديد من اتفاقيات التعاون العسكري والدفاع المشترك مع دول أخرى غير تركيا، ولكن فقط تركيا هي التي أثارت القلق لدى الإمارات. لقد أعلنت قطر، ومنذ بدء الحصار، بأنها غير مستعدة للاستسلام وأن قدوم القوات التركية هو لأمن المنطقة. ولكن الظبياني استمر في قلقه من الأتراك والسبب في ذلك ليس خوفاً من هجوم تركي على بلاده، ولكن خوفه ينبع أن أردوغان يتجه إلى أسلمة تركيا العلمانية مما سيشكل خطراً حقيقياً على إسرائيل، وهذا الأمر بدوره يشكل تهديداً لاستمرار دور الظبياني في المنطقة. ثالثاً: علاقة قطر بالإخوان: قطر من الدول التي تحارب كافة التنظيمات الإرهابية لدرجة أنها سمحت، للأمريكان والفرنسيين، استخدام أراضيها لضرب المنظمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط (يسمح لقطر بالتدخل في نوعية استخدام القاعدة ذلك حسب اتفاقية قاعدة العديد) ولكن ليكن معلوماً أنه ليس لقطر علاقة بدعم داعش (صناعة سعودية)، والقاعدة (صناعة أمريكية)، وحزب الله (صناعة سورية وإيرانية)، ولا تستطيع قطر إدراج هذه الكيانات ككيانات إرهابية ما لم يتم اعتبارها كجهات إرهابية، كما اتفق عالمياً، من الأمم المتحدة. إن الخطر في ترك الأمر غير منظم، يعني أن كل دولة تستطيع وضع أي جهة لا ترغب بها كمنظمة إرهابية، مما يخلق الفوضى العارمة في العالم ككل. قطر تقوم، وهذا أمر يتم في العلن، بمساعدة البشر بكل أطيافهم ودياناتهم ومذاهبهم، ولكنها حين تقوم بذلك فإنها، وبحسب خبراتها السابقة، لا تقوم بمساعدة البشر المحتاجين إلا من خلال مشاريع تشرف بنفسها على تنفيذها، مثلما حدث في جنوب لبنان وغزة وحتى في أمريكا وغيرها من الدول. أما علاقتها بالإخوان المسلمين والتي هي جماعة مسالمة لم تتعرض لأي دولة خليجية بأي شيء يمس كيانها (وليس حسب ادعاء الظبياني)، فهي علاقة طيبة وتشترط قطر على كل من يقيم على أرضها عدم ممارسة أي نشاط سياسي. ولا ننسى أن رب العالمين أمرنا بحماية المشرك في قوله تعالى "وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ" التوبة: 6، فما بالنا بالمسلمين من البشر. أما حركة طالبان فوجودها في قطر جاء بتعليمات، وبعلم كل دول الخليج، من أمريكا ليسهل لهم محاورتها ومفاوضتها للوصول إلى حل نهائي لمشكلة أفغانستان. ولقد حاول الظبياني، قبل ذلك، مع أمريكا أن تكون الإمارات مقراً لطالبان ولكن الأمريكان لم يوافقوا على طلبه لعلمهم بخبثه ومراوغته. نأتي إلى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، والتي تحصر نضالها وعملها في قضية فلسطين ولا تتدخل في شؤون الآخرين، فإن وجود قياداتها في قطر تم بناءً على قرار من الجامعة العربية بعد اندلاع الثورة السورية في 2011. وإذا أردنا العمل الصحيح ضد الإرهابيين فإن على المجتمع الدولي إلقاء القبض على الظبياني وعلى مستشاره العميل الصهيوني وتسليمهما للعدالة للمجازر التي ارتكباها في حق المسلمين في مختلف أقطار من العالم. وفي الختام نقول إن عرض أعذار الظبياني الواهية لم تنته ولنا إن شاء الله في مقال قادم عرض المزيد منها .. ووالله إني أشفق لحال شعوب دول الحصار التي استسلمت لمشيئة الظبياني غصباً عليها لأنه قام بشراء من يقودونهم بالحيلة والأموال الكثيرة .. حفظ الله جميع المسلمين والمسلمات من خبث ودسائس الظبياني ومستشاره. والله من وراء القصد ،، [email protected]