16 سبتمبر 2025
تسجيل3- انحدار مستوى التعبير الإعلامي بها: حيث يلاحظ المتخصصون تهاونا شائعا في وسائل الإعلام باللغة السليمة فضلا عما يقع فيه المسؤولون الكبار من مزالق لغوية وأخطاء نحوية، وقد تتبني الصحف بوجه خاصة التعبيرات التي شاع خطا استعمالها وتستعملها فتروج تلك الاستعمالات ثم إن الصحافة لا تهتم في اليوم التالي بتوجيه أنظار قرائها إلى ما قد وقع في طبعة أمس من أخطاء مطبعية أو نحوية وربما كان ذلك في العناوين الكبرى. 4- الصورة التقليدية لمعلم اللغة العربية: تتبني الأفلام والمسلسلات الفنية صورة تقليدية لمعلم اللغة العربية تسهم إلى حد كبير في الحط من قدره، وهي صورة غير واقعية من ناحية، ومتهافتة ومستهلكة من ناحية أخرى، ولو أن نقابة المعلمين وقفت إزاء ذلك كما وقف المحامون والبوابون والخبازون والتجأت إلى القضاء ليوقف هذه المهازل لكان لذلك أثر طيب في نفوس الشعب بعامة ومعلمي اللغة العربية بخاصة، ونحن نهيب بالنقابة أن تجعل ذلك هما من الهموم التي تحتملها، ونرى ذلك واجبا عليها يجب ألا تدخر وسعا في النهوض به، والحرص على أدائه. 5- ضعف الدور الوظيفي لمجمع اللغة العربية: فالمجمع يقوم بأدوار طيبة في البحوث العلمية التأصيلية للأساليب المستحدثة والمفردات المستولدة حديثا، ويبذل المجمع جهودا محمودة في الترجمة وتعريب المصطلحات وما إلى ذلك، ولكننا ننادي الدولة بأن تهب المجمع سلطة الموافقة والمنع والرقابة فيما يتعلق بأسماء الشوارع والمحال العامة والخاصة.. ففي الآونة الأخيرة جلب إلينا الانفتاح أسماء أجنبية ما أنزل الله بها من سلطان، تجدها في شوارع القاهرة تلمع ليلا بالضوء المبهر. ونحن نرددها على ألسنتنا ثم نتساءل في حسرة: أليس هناك سؤال عن هذا الهزء الذي يغثى النفوس الأبية، ويصدم المشاعر الوطنية؟ إن المجمع يجب أن تكون له سلطة ملزمة ولتنشا لها به – أو بوزارة الداخلية - إدارة خاصة تكون مهمتها الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع. 6- انهيار خطوط الدفاع عن اللغة العربية: اللغة تتعرض لهجمات شرسة ومنظمه من أبنائها (جهلا أو عمداً) ومن أعدائها قصداً، ومما تتعرض له: القول بصعوبة قواعدها، والدعوة إلى تغيير طرق كتابتها، وجمود طرق تدريسها ثم أخيراً هذا السيل الجارف من الكلمات الأجنبية.. وفي مواجهة هذا كله، لا نجد جبهة موحدة تدافع عن اللغة، ولا نجد تنسيقا بين المجامع اللغوية العربية لوضع خطة محدده لصد ذلك العدوان فمثلا حاولت بعض الدول في مجال التعريب محاولات جادة أسلمتنا إلى وجود بدائل عربية عديدة لكلمة أجنبية واحدة فعندما ظهر التلفزيون وجدنا من أسماء بهذا الاسم نفسه، ووجدنا من سماه بالتلفاز، ووجدنا من أطلق عليه الإذاعة المرئية.. وهكذا يتحد الغزو.. ويختلف الحراس.!!