11 سبتمبر 2025
تسجيلالبيئة الأسرية والعملية والمجتمعية هي التى يسكنها كل منا ولها دور كبير فى أداء الفرد سواء كان بصورة ايجابية او سلبية على البيئة المحيطة، وتسهم بشكل مباشر فى حجم الإنجازات التى يحققها الفرد خلالها، ولذا نلاحظ الكثير من الدول الاجنبية لعبت دورا كبيرا فى الرقى والتقدم وذلك بسبب حرصها الشديد على توفير المناخ الملائم الذى يكثف من حجم عطاء الفرد فى الاسرة والعمل، ومعالجة كافة المشاكل الاجتماعية وسخرت لها ميزانيات من خلال البحث العلمى لدراستها، ووضع كافة الحلول للتصدى لأى معوقات تعرقل من حجم وكفاءة إنتاجية الفرد وربما اهمها بيئة العمل؛ وهى تعتبر خليطا من الافراد والجنسيات وشرائح المجتمع المختلفة؛ يجتمعون فى بؤرة العمل التى يقضون من خلالها وقتا طويلا ما يقارب ثماني ساعات وربما ما أشبهت بيئة العمل البيئة الاسرية حيث يقضي فيها الفرد مع زملائه وقتا ربما أطول او ما يقارب ما يقضيه مع اسرته فى المنزل، ومن خلال العمل ربما تجد العديد من الخلافات او الاجواء المتعددة بين العاملين بالعمل ما بين مؤيد ومعارض، ومن ينتج ومن يدمر ومن يصل على اكتاف الآخرين وهذه نماذج ربما الكثير منا ملم بها بحكم مجال العمل والوظيفة، وغالباً فأكثر المتعارف عليه فى بيئة العمل، وخاصة فى الاماكن التى يتواجد فيها العاملون خليطا من النساء والرجال أن اكثر الذين يثيرون مشاكل هم فئة النساء، ولكن ربما لا يتطرق الكثير منا إلى إلقاء الضوء على بعض النماذج من الرجال، وهى نماذج لا نستطيع إنكارها ومتواجدة فى بيئة العمل المحيطة بنا بلا شك، وربما يكاد يغفل عنه الكثير، والذين يتعاملون معه بشكل سطحي خارج البيئة المحيطة، ولكن لا يغفل عنه الذين يتعاملون معه بصفة شخصية من خلال الاحتكاك اليومي الذي تحكمه طبيعة العمل، فهذا النموذج لديه قدرة عالية على التواصل الاجتماعى وكسب العلاقات الاجتماعية داخل العمل وخارجه من خلال اسلوبه الراقى فى فن احترام الآخرين وكسب ودهم، من خلال الخدمات الإنسانية والاجتماعية التى يتعامل بها، وإذا يؤمن بقضية ما فلابد من الآخرين حسن الإنصات والاقتداء بها، وذلك كنموذج ريادى يقتدى به واذا كنت تؤمن انت بمسلمة من المسلمات الإيجابية، فيسعى بكل وسائله الهدامة أن يكسرها لك، حتى تتنازل عنها وتؤمن بما يقوله هو، وبالتالى فهو الذى الأصح فى كل شيء يصدر منه، وان كان فى العلم والثقافة والاطلاع وما تملكه من مقومات النجاح فكل ذلك يسعى الى تكسيره بألف طريقة من وسائل الهدم، واذا تطرقنا الى علاقته بالمسؤول المباشر فيسعى جاهدا إلى أن يكون هو في الصدارة واليد اليمنى والأساسية لسعادة المسؤول وهو المحرك الرئيسى له لكل صغيرة وكبيرة فى العمل؛ من خطط ومقترحات وتقييمات الموظفين والناقل الرسمى لكل أخبار زملائة بالعمل إلى المسؤول سواء كان ما ينقل هذا صحيحا ام لا، ولكن فى الأولوية فهذه الاخبار تغذى سعادة المسؤول، وفى اعتقاد المسؤول ان هذه الاخبار تؤمن كرسيه الذى سيزول يوما كباقى من زال قبله، وإضافة لذلك حتى لا يفكر المسؤول في أحد من باقى الموظفين ويتم الاعتماد الكلى عليه وحتى لا يلجأ المسؤول الى احد من زملائه، وان كانوا يتفوقون عليه فى جوانب اخرى فى العمل، وان كان بالعلم او الخبرة ويأتي هذا الرجل من جانب آخر فى علاقاته مع زملائه بالعمل فيدمر كل حوافزهم فى العمل، سواء كان بالحضور او الانصراف او تقديم اى أعمال تسهم فى بنية التطوير للعمل، وينقل كل الأخبار السلبية بلسان المسؤول إلى زملائه مما يثير البغضاء بين نفوس الموظفين بالقسم، ويخلق فجوة من الفتن والمشاحنات النفسية والاجتماعية والعملية ما بين المسؤول والعاملين مما يدمر أجواء العمل الداخلية وسلسلسة من التخطبات الادارية الداخلية، بسبب الإثارة غير المباشرة، وهذا ناهيك عن تدمير العلاقات ما بين الموظفين داخل بيئة العمل نفسها فى العلاقات الاجتماعية، بنقل الاخبار غير الصحيحة واثارة غضبهم اتجاه زملائهم الآخرين، واضافة الى الصورة التى يستخدمها امام المسؤول شيء وامام الموظفين أنه شخص لا يبالى ولايهتم لا من قبل المسؤول ولا قيمة العمل نفسه، ولكن من الخفاء يكثف جهوده فى طرح الخطط والمقترحات التى تثري سعادة المسؤول نفسيا ومهنيا، إضافة الى لغة التظاهر بأنه ملم بكل شيء ويستطيع تحقيقة وإنجازه اكثر من المتخصص نفسه فى مجاله، وتجد فى نهاية الأمر لغة الأنا بداخله، والتى يحتويها غلاف الامراض النفسية والتي تم اكتشافها من قبل زملائه المحيطين به، ولكن لن يسمع لهم أحد، والسؤال الذى يطرح نفسه الآن، فإذا كانت هذه النماذج موجودة بيننا فكيف سيحقق العمل حجم الإنجازات المطلوبة منه؟ وما هى الجهة المنصفة التى تدرك كل هذه الامراض الصادرة، والتى تعرقل سير العمل من الناحية النفسية والعملية فى وقت اصبح السادة المسؤولون لا يريدون سماع اى مشاكل إدارية ولا غيرها.