16 أكتوبر 2025

تسجيل

أول رد مؤيد لمركز (أصدقاء المجتمع)

15 أبريل 2014

تلقيت بكل اعتزاز ردا سريعا من الدكتورة هدى المطاوعة أستاذ الاعلام الثقافي بجامعة البحرين. ردا على المقالة التي نشرتها امس في زاويتي /صد ورد/ حول عنوان /لا لمركز الادمان/ ولكون الدكتورة هدى من المتابعين لقضايا الاعلام فقد شدها عنوان المقالة وفحواها، فاستأذنت بأن تدلي برأيها حول الموضوع من خلال الزاوية ذاتها.. مع وافر تقديري واحترامي للأخت الفاضلة يسعدنا تجاوبها السريع لفحوى الموضوع الذي اتمنى ان يأخذ اهتمامه من الجهات المعنية بما يفيد المجتمع.. وإليكم رد الدكتورة هدى المطاوعة: //أعجبتني المقالة التي نشرها الكاتب القطري القدير خالد الزيارة في عموده "صد ورد" والذي اطلعت عليه أمس اثناء زيارتي القصيرة لاهلي بالدوحة، وعنوانه المراوغ "لا.. لمركز الادمان"، والذي يعترض فيه الكاتب على مسمى المركز ـ كمسمى وليس كمشروع حضاري لتأهيل المدمنين ـ.شعرت بضرورة كتابة هذه المساهمة للتأكيد لشعوري بالفخر والتضامن مع المسؤولين في انشاء هذا المركز الحضاري، ولكن التأكيد في نفس الوقت على ضرورة اعادة النظر في مسمى المركز، لإزالة أي نوع من التردد أو الرهبة التي قد يحدثها الاسم بالنسبة للمحتاجين للعلاج من المرضى وخاصة الذين يعانون من مشاكل حقيقية تتعلق بالادمان، والذين يحرصون هم واهاليهم على التكتم على مشكلة الادمان.وفي الوقت الذي اتفق فيه تماما مع الكاتب القدير خالد الزيارة بأن الادمان هو حالة من التعود المرضي على تكرار فعل ما، بطريقة تخل بالتوازن النفسي للشخص وتربك اسلوب حياته وتؤثر سلبا على تحكمه في افعاله ومسؤولياته بطريقة متزنة، أؤكد بشدة على أن تسمية المركز بـ /مركز أصدقاء المجتمع/ فيه رؤية ثاقبة لاجتذاب الشباب الذين يعانون من الادمان وتوفير جو طبيعي آمن وحاضن لهم، يحميهم من الاتهامات التي قد يتعرضون إليها في أي مجتمع تقليدي يعتبر فيه الادمان خطيئة دينية يردعها الجميع.نريد هنا التأكيد مرة أخرى على ان الادمان لا يختص فقط بتعاطي المخدرات أو أي نوع من الدواء، بل انه يمتد إلى الافراط في أداء أي فعل، كالافراط في الاكل مع الشعور بالذنب لدرجة الاستفراغ Anorexia Nervosa، أو الافراط في شرب المنبهات كشرب الشاي والقهوة caffeine Addiction أو الافراط في الاهتمام بالعمل Alcoholic، أو الإفراط في العلاقات الجنسية sex mania، أو حتى القيام بأفعال غير لائقة اجتماعيا مثل الكذب والسرقة وممارسة العنف اللفظي أو الجسدي في التعامل مع المواقف اليومية المختلفة.ان مركز متقدم مثل الذي تم انشاؤه لعلاج المدمنين يمكنه ان يخدم كل من يعاني من أي نوع من الظواهر المرضية المذكورة، ومثل هذا المركز الصحي يمكنه ان يكون له طابع المركز الاجتماعي الذي يفتح أبوابه لكل من يطلب المشورة، وان يكون هناك قناة مفتوحة للشباب من الجنسين للانخراط في أحد أنشطة المركز للتطوع لمساعدة الآخرين، وخاصة من اهالي وأصدقاء المدمنين الذين يشجعون المدمن على طلب العلاج والخضوع لبرامج التأهيل الاجتماعي.اخيرا، اتوجه للجهات المعنية بالاشراف عن مركز خدمة المدمنين بضرورة اختيار مسمى ايجابي آمن وغير طارد للشباب، لاننا سنكون كلنا مسؤولين عن النتائج اذا فشلنا الآن في احتضان أبنائنا وعجزنا ـ رغم مساعينا الخيرة ـ عن توفير بيئة آمنة لشبابنا لكي يستطيعوا التغلب على الآفات والامراض والعادات السيئة التي طرأت على مسار حياتهم وجعلتهم ينحرفون عن جادة الطريق القويم. نريد ان يعلم ابناؤنا أن كل فرد في المجتمع مسؤول عن صحة المجتمع. فهل تدرك عزيزي المسؤول أي مسؤولية نتحملها جميعنا عندما نشجب مسمى "مركز الادمان" وننادي بوعي جديد تجاه مسمى يحمل رؤية وثقافة جديدة تحمل الثقة والمودة والانتماء إلى الأسرة الواحدة تحت مظلة "أصدقاء المجتمع"؟// وسلامتكم