13 سبتمبر 2025

تسجيل

تحية لكل امرأة عظيمة

15 مارس 2016

يحتفل العالم بأكمله باليوم العالمي للمرأة هذا الشهر، تعظيما وتكريما لحجم الجهود والعطاء النفسي والاجتماعي والفكري والتربوي والثقافي والمجتمعي الذي تقدمه من أجل الأسرة والمجتمع، ولانستطيع حصرها في ظل سلسلة من التحديات على مر العصور، وسنجد أن للمرأة بصمة قوية في كافة المجالات ويكاد يكون لها كثير من الأدوار رغم قلة الدخل الاقتصادي والمستوى التعليمي، وكان دورها يقتصر كربة أسرة كما نراه في الجدات والأمهات، إلا إنها كانت على درجة كبيرة من الوعي الفكري والعقلاني في إدارة الحياة الأسرية والمجتمعية، وعاملا أساسيا ومساهما من خلال سلسلة الأدوار الأسرية والاجتماعية والدينية وبث العديد من القيم الثقافية والدينية بين أبنائها وزرع الروابط الاجتماعية بين أفرادها من خلال الأسرة الممتدة ولايخفى دورها كمربية دينية وتربوية ومنتجة في آن واحد، وإذا تحدثت عن كثير من الأمهات والجدات سنجد تاريخا لانستطيع حصره من سرد بصمات المرأة وقدرتها على العطاء وتحمل قسوة الحياة المعيشية والاقتصادية، ورغم ذلك قدمت أجيالا من أصحاب القرار يقودون المجتمع، ومع التحولات التنموية والانفتاح الاقتصادي وخروج المرأة للعمل وحصولها على فرص التعليم ومنحها العديد من القرارات والمناصب القيادية فاستطاعت رغم التحديات الجديدة أن تثبت جداراتها في كافة القطاعات، والآن تواجه في المرحلة الحالية العديد من التحديات بمايتناسب مع متطلبات العصر وخاصة بعدما اتسعت فرص التعليم والعمل وارتفع مستوى الدخل، ودخلت عالم المنافسات مع الرجل في العمل والقرارات والمناصب، ورغم النجاح الذي حققته إلا أننا نجد العديد من النساء يواجهن تحديات بصورة أكبر، وخاصة إذا كانت أرملة أومطلقة ولديها أبناء وتقوم بالدورين في حياة أسرتها كأم وأب في آن واحد، أو إذا كان هناك طلاق عاطفي تحت سقف الزواج وتقوم بنفس الأدوار ويعقبها دورها كامرأة عاملة وزوجة وأم ويعقبها المجاملات الاجتماعية والأسرية ورغم ذلك تجد أدوارا ومسؤوليات متعددة على الصعيد الأسري والعملي وبصمة قوية للمرأة في صبرها وقدراتها على تحمل الكثير من الأعباء النفسية والعملية، ومانتمنى أن نراه في الأجيال القادمة من النساء المرحلة المقبلة وفي ظل الانفتاح واختلاط الثقافات الأخرى أن يكون لديها دور أكبر في تحمل المسؤوليات الاجتماعية تجاه الأسرة لأنها تمثل اللبنة والعمود الأول لها، وأن يكون لها مزيد من سعة الصدر في تحمل الأعباء والضغوط الحياتية مع الزوج والأبناء للحفاظ على تماسك الأسرة والمجتمع وحتى تقل نسبة الطلاق والتي ارتفعت الآونة الأخيرة وربما لم نكن نسمع عنها قبل الانفتاح بهذه الصورة، الآن رغم أننا نعلم حجم الضغوط التي تعاني منها المرأة في كل المراحل إلا أننا ندرك أن لها دورا كبيرا وهاما داخل البيئة الأسرية والتربوية كشريك مع التعليم ومساند لها، في النشأة الفكرية والتربوية، ولذا نحتاج إلى مزيد من الصبر وسعة الصدر رغم ماتقوم به المرأة من مهام وأدوار ربما تكون مشتركة ويكاد الكثير منهن يقمن بعدة أدوار وأن يجعلن أحد الأولويات في حياتهن المصلحة العامة للأسرة من زوج وأبناء وأن تكون الخادمة بالمنزل عاملا ثانويا وليس الاعتماد الكلي في كل صغيرة وكبيرة بالمنزل حتى يصل الأمر إلى أن يسأل الزوج والأبناء عن احتياجاتهم من الخادمة وليست الأم وألا تكون الخادمة هي الملقن الأول للتربية لأبنائها في القيم والتربية وسد الاحتياجات اليومية وأن تكون هناك حلقة اتصال مباشرة بينها وبين أبنائها وليس الأجهزة الإلكترونية من خلال الجروبات الأسرية والتي أفقدتنا نكهة الحديث والحوار بين أفرادها بالصورة التي كنا نراها بين الأجداد والأمهات ونتمنى أن نراها في الوقت الحالي بصورة أكبر لتعود مفاهيم الحب والعلاقات الاجتماعية والتي تعتبرالحماية والأساس الأول لأسرة قوية تخلو من التفكك والتصدع الأسري والمرأة هي المجتمع بأكمله وليس نصف المجتمع كما يصفها البعض لعظمة وأهمية دورها في حياة الأسرة والوطن، وأخيرا تحية لكل امرأة عظيمة قدمت الكثير لأسرتها ومازالت تسمو بالعطاء والحب .