19 سبتمبر 2025

تسجيل

الشعر النبطي – شعر عربي وأصالة

15 مارس 2016

من تابع حركة الشعر مثلي ومعارك الأقلام التي تشتعل بها منابرها منذ أن أخذت القلم وساهمت في نشر ما يستحق النشر عام 1971م، حتى كتابة هذه الكلمة لابد أن يتذكر آراء المدافعين عن أصالة الشعر "النبطي" ومن هم عكس ذلك، ولعل مطلع الثمانينيات من القرن الميلادي الماضي هو الحقبة التي تعرض فيها شعراء هذا الشعر والمدافعون عنه لكيل من القدح والتهم بأنهم من يسهم في تدهور اللغة العربية الفصحى ومناصرة هذا الشعر على حساب الشعر الفصيح.وقد وضح الكثيرون منا أن اللغة العربية هي لغة أمة الضاد وكتاب الشعر النبطي هم أول من يحافظ على هذه اللغة بل وهم أول من يطالب كتاب الفصيح وأساتذته بالأخذ بأيدي المبتدئين في كتابته.. وأن الشعر النبطي لا فرق بينه والفصيح إلا أنه يكتب وينظم باللهجات العربية التي هي لهجات كل من يتهم شعراء النبط بذلك.. وقد هدأت تلك الادعاءات منذ ثلاثين عاماً وأكثر.. وفي زيارتي للرياض بتاريخ 9 فبراير 2016م، بدعوة من المسؤولين عن احتفالات مهرجان الجنادرية لهذا العام لاحظت طرح تلك الظاهرة بطريقة غير التي عهدناها.. وقد تكون بين المدافعين عن الشعر "النبطي" والمهتمين به وبعض كتابه وهي عن تسمية هذا النوع من الشعر "النبطي" وقد أثارها اثنان من الأساتذة المدافعين عنه وهما الدكتور عبدالرحمن الفريح بمحاضرته "الشعر العامي بين الإبداع ومزاحمة الفصيح" مساء الأربعاء 10 فبراير 2016، والدكتور عبدالرحمن الربيعي "الأدب الشعبي في مجالس الرواة" الخميس 11 فبراير 2016، وقد دافعا الدكتوران الكريمان عن هذا الشعر وأصالته ومكانته ودوره في توثيق ما يجب توثيقه، وأشاد الجميع بهذه المحاضرات لهما الشكر والتحية.. وملاحظتي على الأستاذين الكريمين دعواتهما المتكررة بإلحاح إلى استبدال مسمى "النبطي" بالشعبي أو العامي أي "الشعر الشعبي" أو "الشعر العامي" لأسباب أوردها بعض من كالوا التهم لكتاب الشعر والمدافعين عنه واجتهادات المجتهدين من أين أتى هذا المسمى.. هل هو نسبة للأنباط.. أو استنباط الشيء.. هل هو مستنبط من الشعر الفصيح.. أم من نبض القلب، وتحول حرف "الضاد" إلى "ط"، كما ينطقه البعض "نبط بدلاً من نبض" والكثير من الاجتهادات التي قد سبق أن كتبنا عنها.. وما أراه أن المهم عندنا هو أصالة هذا الشعر وعروبة كتابه بغض النظر عن مسماه الذي وجدناه ولم يؤكد أحد أين مصدر مسماه ولو كان بهذا المسمى ما يقلل منه لما أورده كتابه ورضي به أدباء وشعراء الأجيال الماضية.. ولعل أكبر دليل على ذلك ديوان الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني مؤسس الحكم في قطر – طيّب الله ثراه – الذي صدر عام 1325هـ، أي قبل مائة واثنتي عشرة سنة بعنوان "رسالة في الشعر النبط" وصورة الكتاب موثق بهذا المقال، بالإضافة إلى ما تلاه من الدواوين "ديوان عبدالله الفرج".. والحاتم "خيار ما يلتقط من أشعار النبط" وغيرهما.. ولابد أن هناك العديد مما لا يصل إلينا عن هذا المسمى.وحرصي على أن يبقى المسمى كما كان وعلى أن "الشعر الشعبي" قد يدخل مسميات كل ما يسمى شعراً من أنواع ما يسمى بالشعر في عصرنا هذا، وكذلك العامي.. أرى أنها تقلل من مكانة هذا الشعر وكتابه.. وسيبقى هذا الشعر شعراً عربياً أصيلاً بأصالة كتابه مهما يحمل من مسمى.