14 سبتمبر 2025
تسجيلأعرف أن خليجنا العربي دخل من البحرين في منعطف خطير لم يدرك البعض من أصحاب القرار خطورته، قوات مدججة بالسلاح والرجال العتاة تواجه صدور مواطنين عارية بلا سلاح ولا حجر ولا عصاة، ذنب هذه القوى أنها تطالب صاحب السلطان بإصلاح الحال وأعمال المساواة بين الناس، وأعتقد واثقا بأن قرائي في هذه الصحيفة يتوقعون أن يكون موضوعي اليوم هو ما يجري في البحرين الشقيق وما قد يحدث في مستقبل الأيام القادمة في خليجنا المهموم. محطات فضائية متعددة كانت تطلب مني التعليق على ما يجري منها أذكر (البي بي سي، ومحطة الحوار، ومحطة العالم، وتلفزيون روسيا اليوم، وغير ذلك فاعتذرت لهم جميعا، وأثرت الصمت، لأني شغلت بوفاة الصديق علي حسن الجابر وكم تمنيت أن أكون إلى جانبه في هذه النهاية المشرفة. الحدث قد مسني شخصيا إذ فقدت صديقا صادقا مؤدبا هو علي حسن الجابر الذي امتدت إليه يد الغدر لتنال منه فكانت الطلقة القاتلة تصيب علي تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنانه وإنا لله وإنا إليه راجعون. لقد كانت وفاة الصديق علي رحمه الله في أشرف الميادين وهو يؤدي أنبل رسالة إلى الأمة العربية تلك الرسالة تتضمن كشف قهر السلطة الليبية وجبروت الحاكم الظالم معمر القذافي ضد المواطن الليبي، في آخر يوم في هذه الدنيا توج جثمان الصديق علي حسن الجابر بأكبر وداع لجثمانه الطاهر في دولة ليست دولته في مجتمع لا يعرفونه شخصيا، جمهور وداع جثمانه في ليبيا الثائرة ضاهى وداع كبار الزعماء وكان في وداعه من ليبيا آلاف المودعين لجثمانه الطاهر يدعون له بالمغفرة، ودموع مودعيه منهمرة من أعين الخلق من حول جثمانه. في الدوحة استقبل جثمان الشهيد علي الجابر من قبل كبار المسؤولين في الدولة القطرية يتقدمهم سمو ولي العهد حفظه الله ورعاه، وكان جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير رافقه المئات من الناس على رأسهم كبار موظفي قناة الجزيرة وأعيان البلاد، إنها كانت جنازة مهيبة إنه حقا يستحق ذلك الوداع. لا أجد كلمة تروي عطشي في تأبين الجابر وكما قال الصديق جابر الحرمي في افتتاحيته في ملحق جريدة الشرق (شهيد الحقيقة) ليس من السهل الكتابة في لحظة جلال الموت. إنها مهمة صعبة لا يجيدها كل الرجال. وآخر القول رحم الله الشهيد علي حسن الجابر وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر، وإنا لله وإنا إليه راجعون.