15 سبتمبر 2025
تسجيلنعم نحتاج لانتفاضة إعلامية لإظهار أثر كل المساعدات والمنح التي تهب للدول المنكوبة والفقيرة خصوصا الدول العربية التي لا تزال أحداثها السياسية الصعبة والمرعبة تسقطها تحت خط الفقر والشتات واللجوء، كما نجد في اليمن والعراق وليبيا ولبنان وفلسطين وسوريا التي باتت اليوم أكثر هؤلاء احتياجا وعوزا وإن كنا لا نفاضل بين أحد وأحد لكن الزلزال الأليم الذي حل بها منذ أكثر من اسبوع ولا تزال الجثث مدفونة تحت ركامها وردم عشرات المباني التي سقطت على رؤوس ساكنيها، جعلنا نحن الشعوب العربية نهتز دون زلزال ورغم رؤيتنا لكثير من الانتقادات من هنا وهناك عن شح تلك المساعدات التي مهما بلغت كثرتها ستظل قليلة لسد احتياجات كل المتضررين الذين إلى جانب أوضاعهم الإنسانية الصعبة جدا فإن الزلزال كان طامة أكبر وأشد خصوصا مع قلة الإمكانيات العينية واللوجستية للبحث عن أكبر عدد من الأحياء تحت الركام والأنقاض الثقيلة، إلا أن كل هذا لا يجب أن يجعلنا نتشكك في هذه الهبات وتلك المساعدات، وأتكلم عنا في قطر، فجمعية قطر الخيرية على وجه الخصوص تبنت الحملة الإنسانية الكبرى التي نُظمت فور وقوع زلازل تركيا وسوريا والتي كانت تحت عنوان مؤثر حقيقة وهو ( عون وسند ) لكل هؤلاء الذين مات منهم أحباؤهم وجرح الكثيرون وتهدمت المباني وضاعت ممتلكاتهم في دقائق معدودة وكل متضرر من هذه النكبة الأرضية التي لا تزال للأسف تتوالى على مناطق مستهدفة في جنوب تركيا لا سيما مدينة هاتاي التركية وجمعت الحملة الملايين التي تجاوز الـ 168,000,000 ناهيكم عن تخصيص نقل 10,000 بيت متنقل يضم كل بيت سريرين لشخصين ودورة مياه ومطبخا لنقلها جميعا إلى أطراف تركيا وسوريا لإيواء كل الذين باتوا بلا مأوى ولا بيت، ولا يخفى على أحد بأن جمعية قطر الخيرية كانت أولى الجمعيات التي استطاع منتسبوها الوصول إلى الشمال التركي وتوزيع المساعدات والمباشرة في مساعدة ومواساة كل الأهالي في البلدين المنكوبين ولذا لا يمكن ولا للحظة التشكيك فيما تقوم به جمعياتنا الخيرية التي تعتمد على الهبة والمساعدة وتخفيف مصاعب المحتاجين ولا يمكن أن تفكر بالرياء وإظهار مجهوداتها تحت ظل الكاميرات وملاحقتها لها في كل واردة عطاء لها وشاردة مساعدة منها لكل من يحتاج لهما ولن نقبل من أي شخص كائنا من كان أن يشكك أو يقلل من جهود كل هذه الجمعيات أو أن ينتقد من بيته المرفه بينما أفراد هذه الجمعيات تحت الشمس وتحت المطر وتحت قرصات البرد ولسعات الحر يقدمون كل مساعداتهم خصوصا في هذه الظروف الصعبة والمؤلمة على السوريين والأتراك الأشقاء الذين لا ذنب لهم في كل السياسة وتاريخها وفي كل تداعيات شكوكهم التي أعتبرها مريضة الفكر وسيئة الظن وأنا من منبري هذا أحيي جمعية قطر الخيرية وجميع الجمعيات الخيرية المنتشرة في بلادنا على كل هذه الجهود الملموسة وأشكر أيضا الهلال الأحمر القطري الذي فقد في الأيام الأولى لنكبة الزلازل ثلاثة من موظفيه الذين نعتبرهم بإذن الله من الشهداء الأبرار، بينما فقد معظم منتسبيه عوائلهم في كل من تركيا وسوريا جراء الزلازل المدمرة فبعد كل هذا نقول هذا قليل وهذا ضعيف وهذا لا يسد حاجة ولا يشبع فما ؟! لا والله فرغم أن الأمور المنقولة على الشاشات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي تظهر الأوضاع من سيئة إلى أسوأ إلا أنني فعلا أشعر بأننا نحتاج إلى ما بدأت به مقالي هذا وهو انتفاضة إعلامية لا يمكن أن تُصنف تحت ستار الرياء بقدر ما يجب أن تعمم تحت مظلة الوضوح وسد أفواه المغرضين ممن يستصغرون المعونة وتكبر لديهم نظريات المؤامرة المشوهة في عقولهم الناقصة فكرا واستيعابا فشكرا لكل هؤلاء والشكر كل الشكر لكل فرد في الجسور الجوية التي هبت لمساعدة أشقائنا في تركيا وسوريا بالغذاء والدواء والدعاء والكساء والإنقاذ والبحث ورفع الأنقاض ومد أيادي الخير ببطانية وطبطبة حانية على رؤوس المتضررين فهل وصلت الرسالة ؟!.