11 سبتمبر 2025

تسجيل

حـربٌ لا تمـس العــرب !

15 فبراير 2022

شخصيا لا أعرف كيف يفكر الرئيس الروسي (بوتين) وهو يراقب نظيره الأمريكي (بايدن)، وهو يطلق تصريحاته المتعلقة بحرب روسيا المحتملة ضد أوكرانيا، رغم أن الرئيس الروسي نفسه لم يصرح بأي شيء حول هذه الحرب التي لا تزال في مرحلة التقدم خطوة والتراجع خطوتين، والتي تخص بلاده وحدها من حيث ساعة الصفر أو الضربة المفاجئة أو قرار الحرب والهجوم من الأساس أو حتى الملاعبة السياسية والتلاعب بأعصاب الخصم، خصوصا وأن أوكرانيا قد أعلنت أن مهلة الاستجابة الروسية لأسئلتها المتعلقة بأسباب الحشد العسكري الروسي على حدودها قد انتهت أمس، ولم يصرح ناطق رسمي لموسكو بأي إجابة صريحة لهذه الأسئلة التي وجدتها كييف بأنها إعلان حرب شبه معلن بحيث صرح ناطقها بخفة: (أهلا بالروس في الجحيم)! في حين تسابق الاستخبارات الأمريكية الوقت في احتمال وقت الضربة الروسية بأنها ظهر غد الأربعاء، بحيث لن تقف واشنطن موقف المتفرج وستحاول إنشاء موقف أمريكي في هذه الأزمة التي وصلت لمراحل متقدمة من عدم ضبط النفس، بحيث صور العالم أن ما هو حاصل أشبه بمقدمة حرب عالمية ثالثة، خصوصا أن الطرف الروسي لا يبدو رحيما بخصمه مقارنة بالتطور العسكري والأسلحة الحديثة التي يمتلكها أسطول الجيش الروسي الذي تغلبه صناعة محلية متمكنة واحترافية جدا بالنظر إلى تاريخ الروس الاستخباراتي والحربي والخبرة التي يمتلكونها في الحرب النفسية والضربات المباغتة والتخطيط العسكري، وهو أمر تعرفه الولايات المتحدة الأمريكية التي تصنف روسيا بالعدو الذي لا يجب مصادقته ولكن يجب ملاطفته والحذر منه في أطول حرب باردة بين الطرفين كانت في أوجها حتى وصل ترامب لسدة حكم البيت الأبيض فقلص هيبة بلاده أمام الدب الروسي الذي ظل يراقب السياسة الأمريكية التي أدارها ترامب في تخبط أحيانا، ناهيكم عن بعض التصريحات التي لقيت تهكمات واضحة حتى من الداخل الأمريكي، وأعني من الكونجرس الذي واجه ترامب فيه أعداءه أكثر من أعدائه الذين في خارج بلاده، وظل في سجال وصد ورد معهم حتى اللحظة الأخيرة التي اقتنع بنتائج الانتخابات ووجد نفسه يطير مع زوجته في خروج هادئ من البيت الأبيض قبيل لحظات من حفل تنصيب خليفته (العدو الديمقراطي) جو بايدن الذي أعلن عن ولايته في حفل مهيب خالف ترامب العادات ولم يحضره كردة فعل رافضة لكل ما جرى. ولمن يجهل إرهاصات الخلاف الروسي الأوكراني فهو يعود تحديدا لعام 2018 حينما توترت العلاقات الثنائية على خلفية رفض خفر السواحل الروسي عبور سفن تابعة للبحرية الأوكرانية في مضيق (كيرتش) قبالة شبه جزيرة القرم بل واحتجزت السفن بحسب الرواية الأوكرانية، وقامت باصطدام احداها مما لحقت إصابات بستة جنود أوكرانيين، في حين تنظر روسيا للرواية من باب آخر إذ اعتبرت أن سفن أوكرانيا دخلت المياه الإقليمية الروسية بصفة غير قانونية، وذلك منذ ضم شبه جزيرة القرم لروسيا عام 2014 أصبحت موسكو المراقب الرسمي للمضيق الذي تحتاجه كييف لمرور سفنها إلى موانئها (ماريوبول وبيرديانسك) وعلى ذلك يتبادل الطرفان الاتهامات بسبب خرق القانون البحري الدولي بالإضافة إلى انتهاز موسكو فرصة انهيار الرئيس الأوكراني السابق (فيكتور يانوكوفيتش) للسيطرة على شبه الجزيرة الأوكرانية ثم ضمها بصورة رسمية أثارت غضب أوكرانيا. ومن هنا بدأت الملاسنات السياسية والتهديدات الملوحة بالضربات العسكرية حتى وصلنا لأن يكتفي بوتين بالنظرات وتستخف أوكرانيا بالاستعدادات وتتفنن واشنطن في التصريحات، ويبقى العرب محصورين في خانة المشاهدات وكفاهم شر حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل هذه المرة والحمدلله!. [email protected] @ebtesam777