02 نوفمبر 2025

تسجيل

أنا ثم أنا

15 فبراير 2018

وقفت مجموعة من الأشخاص في طابور باحدى الدوائر الحكومية، فجاء رجل وتخطى الطابور ليتوجه مباشرة للموظف، فاعترض أحد الواقفين، فنظر إليه ذلك الرجل في عينيه وقال له بصوت حاد: لقد جئت بالأمس، وطُلب مني بعض المستندات الإضافية فأحضرتها، ولذلك يجب أن أكون في أول الطابور! هناك الكثير من الناس الذين يتبعون هذا الأسلوب وهو: أن يأخذ ما يريده بالقوة، ولو اعترض أحد فلديه عذر جاهز يبين أحقيته. قد يبدو العذر منطقياً للوهلة الأولى، لكنه ليس في مكانه الصحيح، فلكل شخص حق أيضاً، ولا يصح أن نبخس حقوق الآخرين بقرارات فردية تناسبنا نحن فقط. جلست مجموعة من الأصدقاء في مجلس أحدهم، يتحدثون ويشاهدون التلفزيون، فاقترح جاسم أن يطلبوا بيتزا من المطعم القريب، فأعجبتهم الفكرة، وعندما وصل طلبهم كانت المفاجأة أن البيتزا من الحجم الصغير الذي يكفي لشخصين، بينما هم ستة أشخاص. فتبادر في ذهن كل واحد منهم أن عليهم تقطيعها بالتساوي ويرضى كل منهم بنصيبه الصغير، ولكن جاسم قام وأخذ ربع البيتزا له، وعندما قام البقية لينهروه صرخ في وجوههم: "لقد كانت البيتزا فكرتي، فيجب أن يكون نصيبي أكبر من الباقين". في أغلب الأحيان يسكت الباقون، لا لأنهم ضعفاء، لكنهم يؤثرون السلامة من الخوض في وحل الجدال مع مثل هؤلاء الأشخاص الذين يفكرون بعقلية: أنا ومن بعدي الطوفان، أو بطريقة: اشكروني لأني لم آخذ كل شيء، وأبقيت لكم بعض الفتات. مثل هؤلاء لا تجد لديهم أصدقاء مقربون، فالناس غالباً ما يبتعدون عنهم بسبب ما يجدونه من جلافة وأنانية وردات فعل عنيفة لمواقف صغيرة. فهم يظنون بأنهم قد نجحوا عندما يكسبون المعاملات القصيرة المدى، لكن — في المقابل — يخسرون العلاقات الطويلة المدى.