27 أكتوبر 2025

تسجيل

ظاهرة القطيعة بين الإخوة

15 فبراير 2016

طفحت على السطح بشكل مقلق في مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة آفة اجتماعية هي ما يطلق عليها "تأزم العلاقات بين الإخوان والأخوات"، فالأخوة فى العائلة من أوثق عُرى الروابط فهى من الإيمان، وقد حّث النبي صلى الله عليه وسلم على الأخوة، كيما حث وامتن الله على الإخاء أيما امتنان، فتوحيد البيت الكبير يقتضى توحيد القلوب، وجوّ الحب والألفة وسلامة الصدور لهو جّو الراحة والسعادة والاستقرار، فوجود الإنسان بعائلته فى محيط مشحون بالحقد والعداوة والحسد يقضى على بهجة الحياة والعائلة.الأخوة فى الاسرة هى مشاعر مقدسة سامية منزهة عن كل ما يُدنسها من الحقد والكُره والبغض والقطيعة، فعندما يجرح عضو بجسدنا اول ما ننطق به عند الالم نقول أخ!! لقربه من قلوبنا ومشاعرنا، لكن ما الذي جرى للأخوة في عصرنا، وهل تستحق الدنيا هذا التنافر بين الإخوة لحد اللجوء الى العنف والاساءة، من واقع خبرات الاخرين نتساءل: لماذا صِرنا لا يتحمل أحدنا أخيه بهذا الزمن تحديدا ولماذا وصلت الأخّوة إلى هذا الحد السيئ؟!احد المهتمين طرح على موقع /الواتساب/ هذه القضية وطلب نشرها وتعميمها، وانا بدوري اساهم بنشرها لعل فيها فائدة لمن يستشعرون أبعادها وخطورتها في المجتمع، وهو كما يقول: إن الأخوة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخون، بل هي دم يجري في عروقك، لذلك حتى لو تجاهلت وجوده في حياتك فستصرخ كريات الدم في عروقك لتشعرك بالحنين إليه.من يقيسون عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات، فمن الضروري أن تضع خطوطاً حمراء لزوجتك /أو لزوجكِ/ ولأبنائك وبناتك حين يكبرون ولا تسمح لهم بتجاوزها فيما يختص بإخوانك وأخواتك، فأغلب مشكلات القطيعة بين الإخوة تكمن في تدخل الزوجات أو الأزواج والأبناء والبنات وإيغار صدور الإخوة على بعضهم البعض، لذلك فلا تسمح لهم أو لغيرهم بأن يتدخلوا في تشكيل إطار علاقتك بإخوتك ويدفعوا بك نحو طريق القطيعة والبعد.روعة الأخوة أن تشعر أختك أو أخاك بقيمته في حياتك.. باشتياقك له.. بأن أمره وهمومه ومشكلاته تعنيك.. بأن دموعه تنحدر من عينيك قبل عينيه.. أن تسنده قبل أن يسقط.. أن تكون عكازه قبل أن يطلب منك ذلك.. الأخوة ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية.. ولا أوراقاً مرسومة في شجرة العائلة.. ولا أرقاماً هاتفية مسجلة في هاتفك.إياك ثم إياك أن تفرط بإخوتك من أجل أي شيء في هذه الدنيا، فكل شيء يمكن تعويضه الا إخوتك، فإن ذهبوا فلن يأتي غيرهم، ولذلك لن تستطيع أن تمحو كل ذكرياتكم الجميلة بينكم، وحتى لو حاولت ستشعر في نهاية كل يوم بتأنيب الضمير، فالدم الذي يسري في عروقك سيشعرك بالحنين لإخوة يقاسمونك كريات دمك نفسه، فأي دين غير إسلامنا يهتم بقوة الروابط بين الإخوة فهنيئاً لكل واصل رحم.امتن الله تعالى علينا بتأليف القلوب، فالأخوة نعمة عظيمة تقتضي شكر الله عز وجل وهي ذخر للمؤمنين يجب علينا أن ننتفع بها ونتلذذ بها ونلوذ إلى دفئها. وسلامتكم.