15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); منذ أكثر من عشرين عاماً كنت جالساً في مكتب أحد الموظفين ودخل مواطن كبير في السن ولديه معاملة يريد إنهاءها، وبعد فحص المعاملة قال المسؤول إنها غير مستوفية للشروط، فغضب المراجع وقال: ليش مش مستوفية؟ ورد المسؤول وقال له المعاملة غير قانونية ويمكنك اللجوء للمسؤول، قال المراجع يعني أشتكي؟ قال: نعم يمكنك أن تشتكي عليّ. وتفاجأت برد المراجع (ليش أنا خبل أشتكي عليك، إي خبل تبيني أشتكي عليك عشان يرقونك ويثبتونك، لا يبه ما أشتكي وأمري لله). هذه النظرة كانت موجودة ومتوارثة عند معظم الناس إلى الآن، لو اشتكى على الموظف سينال الموظف رضا المسؤول وتتم ترقيته لأنه يؤدي مهمته، وإن أثنى عليه سيكون مصيره التغيير لأنه متساهل مع المراجعين، فلماذا السيئ يبقى ويعمر، والمتميز والطيب يتم تغييره؟ فمن يحاسب من؟ كلنا نعرف برنامج "وطني الحبيب صباح الخير" في إذاعة قطر الذي بدأ منذ أكثر من 30 عاماً والمواطنون يشتكون ويستغيثون من سوء المعاملة وتعقيد أمورهم وتأخير مصالحهم، وهل تعلمون أنه إلى الآن والمشاكل والشكاوى مازالت مستمرة وبعض المسؤولين ما زالوا في مناصبهم وبعضهم غادر وتغير ولكن الشكاوى ما زالت مستمرة، فإلى متى والناس تشتكي بسبب سوء المعاملة، أو تعقيد أمورهم، أو تأخير معاملاتهم بسبب مزاجية البعض وعدم دراية البعض وعدم التزام البعض الآخربالدوام والمعاملة الحسنة.فلماذا لا يؤدي كل مسؤول ما هو مطلوب منه؟ فأي موظف من أعلى سلطة إلى أقل مستوى ما وُضع في هذا المكان إلا لخدمة المراجعين وبمقابل مادي ومعنوي بدون أي مِنةٍ منهُ على المراجع، ولكن عندما نستمع إلى برنامج وطني الحبيب نرى عكس ذلك، فالشكاوى دائمة ومستمرة، ومسؤولو العلاقات العامة في الوزارات والمؤسسات يدافعون عن أدائهم، ولماذا أصلاً ننتظر شكاوى المراجعين حتى نرد بالنفي أو الإيجاب؟ فأين الخلل؟ هل في المواطن أم في المسؤولين؟ هل المواطن يتجنى على الوزراء والوزارات والمؤسسات والعاملين فيها، أم يتوجع ويتألم ويتأوه من سوء وجفاء المعاملة؟ فأين الخلل يا ناس؟ أين الخلل؟والله الموفق،،