13 سبتمبر 2025

تسجيل

انقلاب الموازين

27 مارس 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نعيش في زمن انقلبت فيه الموازين، وأصبح اختلال القيم والأخلاق سمة من سمات هذا الزمان، قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه في زمانه "إذا رأيتم شيئاً مستقيماً فتعجبوا".. فأين أنت اليوم منا أيها الإمام، وماذا تقول في زمن انقلبت فيه الموازين، زمن تغيرت فيه الموازين، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "سيأتي على الناس سنوات خداعات يُصدق فيها الكاذب ويُكذب فيها الصادق ويُخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن...." فعندما انقلبت الموازين أصبح عقوق الوالدين نوعا من الاستقلالية بالذات وحرية شخصية واعتمادا على النفس واعتدادا بالذات، وأصبح الكذب تجملا وفكاهة ومهنة وشطارة، وأصبح الغش دهاء وذكاء وحيلة، وأصبحت الرشوة هدية وأتعابا ومكافأة... فأي زمان هذا الذي لا يُنكر على العاق عقوقه، ولا يُنكر على الكاذب كذبه، ولا يُنكر على الغاش غشه، ولا يُنكر على الراشي والمرتشي فعلته؟ فالكاذب أصبح صادقاً والصادق أصبح كاذباً، والخائن أصبح أميناً والأمين أصبح خائناً، والتافه أصبح علماً وعالما، والعالم أصبح تافهاً، فكيف يمكننا إعادة الموازين إلى حالها؟ فأي تطور للمجتمع يجب أن يبدأ بالتربية قبل التعليم، فما فائدة علوم الدنيا كلها دون تربية؟ فإن أي تأثير أو تطوير للإنسان يتم كنظرية الأواني المستطرقة، والأواني المستطرقة هي أوانٍ مختلفة الأحجام متساوية الارتفاع، تتكون من أوانٍ دائرية ومستطيلة وحلزونية تتصل بقاعدة مشتركة واحدة وعندما نسكب الماء أو أي سائل في أحدها يتوزع في جميعها بالارتفاع نفسه، فمثلاً لو قامت الأسرة والمدرسة بتربية وتعليم الأبناء بالشكل الصحيح من عقوبة العقوق والغش والسرقة والرشوة، فإن المعلومة ستتوزع على الأبناء كما الأواني المستطرقة. أما عندما ينقص الماء في جهة ما فسوف ينقص في كل الجهات، فالعاق هو الذي يكذب وهو الذي يغش وهو الذي يرشي ويرتشي وهو الذي يخون. وعندما لا تقوم المدارس بزرع القدوات في نفوس الأبناء، نلاحظ أن الأقزام ونجوم الكرة والفن يتعملقون ويشار لهم بالبنان ويتمنى الكثير من الأبناء أن يكونوا مثلهم فهم قدوتهم، بينما العمالقة تُهمش أدوارهم أو تشوه صورهم، والمعلمون وعلماء الدين يصبحون مثاراً للسخرية، لهذا تتحطم القيم والأخلاق بتحطم هيبة الدين وهيبة رجال التعليم، فعندما يصبح الحكم على الأمور معكوساً ستتحول القناعات، وعندها لا نفرق بين الشوك والزهر، ونجافي الناصح ونقرب الكاذب، ولا نحترم المعلم ولا نوقر الكبير، ولا نعطف على الصغير، ولا نحترم أماً ولا أباً، قال الله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) الرعد - 11.والله الموفق..