12 سبتمبر 2025

تسجيل

النظافة محور ارتكاز التفكير السليم والعقل الواعي

15 فبراير 2013

لاشك أن الاعتناء بالنظافة يعد محورا إيجابيا يرتقي بسلوك الإنسان فضلا عن تأثيرها الأبرز على الصحة العامة فإنها كذلك تعكس سمعة البلد وأهله وتؤثر بشكل مباشر في الاقتصاد من خلال التشجيع والترويج للسياحة لذا تجد السائح حينما يعود من بلد معين فإن أول ما يتحدث عنه مستوى النظافة لأنها العنصر الجميل الأبرز ولا شك ان الفوائد التي يجنيها الإنسان من النظافة لاحصر لها بل إنها تؤثر في نفسيات الناس إذ أن الأماكن المتسخة تجلب التوتر وتصيب الإنسان بالاكتئاب (النظافة من الإيمان) نعم لأن الإيمان يعنى بنظافة القلوب والأبدان، لذلك كان الحرص على النظافة جسر العبور لصحة دائمة وسلامة تحقيق الشعور بالاطمئنان وطاعة الرحمن القائل في محكم التنزيل (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة). إن من أسباب التهلكة إهمال المرء لمستوى الأمان المنشود بهذا الخصوص، وكما هو معلوم فإن كثيرا من الأمراض تنشأ تبعا لانتقاء المحافظة على هذا العنصر المؤثر ألا وهو النظافة، حيث إن الميكروبات والجراثيم تتكاثر وبالتالي تتناقل وتنقل مآسيها إلى البشر بمحض إرادتهم لإتاحتهم المجال رحبا لنموها لتستقر بالجسد وتنخر في الأجسام الصحيحة السليمة، بل إن بعضها يستعصي على العلاج. إن إهمال النظافة يجر إلى عواقب وخيمة سواء كان على مستوى الصحة والبيئة بشكل عام، أو على مستوى القلق النفسي المصاحب لتبعاته طبقا لانتشار الأوبئة والأمراض المختلفة، فضلا عن تأثير هذا الأمر على الناحية الاقتصادية مما يشكل هدرا للجهود والطاقات والأموال لمكافحة الأمراض المختلفة التي يكون بالإمكان تجنبها متى ما كان الحرص على النظافة محور ارتكاز التفكير السليم والعقل الواعي، وقد يهتم الإنسان بنظافة جسمه ويحرص على تحقيق مستوى جيد بهذا الصدد، كالدخول إلى دورات المياه وتحقيقه هذا المستوى فيما يخصه، بمعنى أنه يحرص على نظافته الشخصية بينما يترك المكان متسخا معتقدا أنه سيسلم من تبعات هذا الأمر، وهذا الخطأ بعينه فإذا انطلقت الجراثيم فإنها ستنتقل عبر الهواء والأشخاص من خلال العدوى، وكذلك الأثر السلبي على البيئة، فالميكروبات لا ترى بالعين المجردة وبالتالي لا أحد يسلم من ضرباتها الموجعة وهذا التصرف هو في الواقع قمة الأنانية وسوء النية ولا يمت لأخلاق المسلم بصلة، إن النظافة وتفعيلها حس جماعي يجب أ ن يتحلى به الجميع وغالبا ما يترك الإهمال آثارا سلبية سيئة على المجتمع، وقد يكون الإهمال وتحديدا إهمال جانب النظافة ناجما عن غفلة أو نسيان في بعض الأحيان، لذا فإني أود أن أطرح اقتراحا غير مكلف من الناحية المادية ولكن قيمته المعنوية ستوفر أضعاف أضعاف تكاليفه البسيطة، فضلا عن الاهتمام بالصحة بشكل عام والجانب الوقائي بشكل خاص، ويتمثل الاقتراح بوضع صور لحالات الأمراض التي تنتشر جراء عدم النظافة خصوصا في مداخل دورات المياه في الحدائق والمرافق الأخرى بل حتى في الميادين والشوارع العامة، هنا فقط سيكون الذهن مرتبطا بالصورة المؤلمة وبالتالي فإن التصور سيؤسس للحرص على النظافة وهي النواة التي يمكن أن ننطلق منها لتحقيق الحد الأعلى من المستوى المأمول لصحة الأبدان وتجنب كثير من الأمراض، وهذا بلا ريب سيشجع الجمعيات المختلفة للمساهمة في دعم هذه المناشط الخيرة الرامية إلى تفعيل الجانب الوقائي وامتثالا لقيمنا الجميلة الخالدة التي تحث على النظافة كعنصر مؤثر في السلامة، بالإضافة إلى العبارات التي تنبه إلى أن نظافة المكان مصدر الأمان لمجتمع نظيف يحب الأمان ويحرص على تحقيقه، ولاشك أن الجهود التي تبذل في صحة البيئة واضحة المعالم غير أن تعزيز الجانب الوقائي من الأهمية بمكان الوقاية خير من العلاج فهذا المفهوم لو طبق بحذافيره أو بالأحرى تحقيق الحد الأعلى منه فإن ثلاثة أرباع المشاكل التي نواجهها لاسيما الصحية ستختفي بإذن الله، ولا ريب أن تأمين وسائل الوقاية والسبل المؤدية لها خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بالبيئة أمر في غاية الأهمية ناهيك عن أن المحافظة على البيئة واجب وطني إذ أن انخفاض مستوى الوقاية بهذا الصدد سيسهم وبشكل فاعل في تهيئة المناخ لتنمو البكتيريا ومرتعا خصبا للجراثيم المسببة للأمراض المهلكة وقانا الله وإياكم شرورها، وإذا كانت نظافة الأبدان محور ارتكاز الوقاية فإن نظافة القلوب تعد حجر الزاوية لهذا المحور، بل المغذي الرئيس للأفئدة الهينة اللينة حينما تنعكس آثارها الإيجابية على السلوك والتصرف، وترتبط تلقائيا بالنظافة بشكل عام في تمازج فريد يشي بالرقي ويجسد قوة الإيمان التي تستند إلى الخضوع لأوامر الخالق تبار ك وتعالى الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، إن تنقية القلوب من الضغينة والحسد والغيبة والجشع والطمع وفلترة المشاعر من الشوائب لا سيما التورع عن إلحاق الأذى بالآخرين سواء كان معنويا أو ماديا يعتبر السور المنيع وحائط الصد الذي ينبغي الاعتناء به وتقويته في كل حال ومجال.