12 سبتمبر 2025
تسجيلاليوم لا يرى العرب والمسلمون أبطالا سوى دولة جنوب أفريقيا ولا دولة يمكن أن ترقى لهذه المرتبة الكبيرة سوى كيب تاون لا سيما بعد مرور 100 يوم على العدوان الإسرائيلي الآثم والوحشي على قطاع غزة بعد أن دفعت جنوب أفريقيا بخطوتها الشجاعة إسرائيل لتمتثل أمام قضاة محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب في أهل وأطفال غزة الذين وصل عدد الشهداء منهم إلى قرابة 23 ألف شهيد بينما تجاوز عدد الجرحى الـ 60,000 مصاب بينما لا يزال الآلاف من المفقودين إما تحت الركام أو لا يُعرف مصيرهم في هذا العدوان الذي مارست قوات الاحتلال الإسرائيلية ما تجيده تماما وهو الإبادة والتنكيل والانتقام الأعمى والقتل العشوائي والاستهداف المتعمد للأطفال الذين تريدهم إسرائيل على لسان رئيس وزرائهم المجرم نتنياهو جيلا جديدا ينشأ على التعايش مع المحتل ولا يحمل صفة الانتقام والغل تجاهه لتأتي جنوب أفريقيا وتقدم من الأدلة الدامغة والبراهين المؤكدة على أن هذا الكيان المجرم قد انتقم لعملية طوفان الأقصى الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي ما يمكن أن يتجاوز الحق المسموح له وإن كان يفتقر لأي حق طيلة 75 عاما من الاحتلال البغيض والاعتقالات التي تستهدف آلافا من الفلسطينيين، أطفالا وشبابا ورجالا ونساء، في سجونه المظلمة التي تفتقر لأقل الحقوق الإنسانية وتأتي مجازر غزة المستمرة منذ ذاك التاريخ لتؤكد على أن إسرائيل إنما تبيد أبرياء مدنيين تعمدا وبصورة تحاول أن تشفي غليلها المتشبع بالدماء وبالتاريخ الحافل لها من الجرائم والمجازر بحق الشعب الفلسطيني. لم تكن جنوب أفريقيا تتوقع أن خطوتها بمقاضاة إسرائيل يمكن أن تُمثل ردود أفعال كبيرة لدى الشعوب العربية التي تُزهق أرواحها في كل مرة يسقط شهيد فلسطيني لا سيما وأن المشاهد المؤلمة التي نراها لشهداء أطفال مثلت لنا صدمة كبيرة من أن يعجز العرب مجتمعين على التصدي لهذا الكيان المجرم ولذا فإن دعواها التي لا تزال تتسيد طاولة محكمة لاهاي في هولندا مست مشاعر ملايين العرب الذين رأوا أن هناك من استطاع أن يجر إسرائيل جرا إلى ردهة المحكمة لتدافع عن نفسها وتتوسل محامين بارزين للدفاع عنها من تهم تعلم أشد العلم أنها لن تتمكن من الإفلات منها وهذا ما جاء على لسان وزير العدل في جنوب أفريقيا رونالد لامولا الذي قال إن دفاع إسرائيل عن التهم الموجهة لكيانه الغاصب جاء هزيلا وغير متسق مع حجم الدلائل والبراهين التي قدمتها بلاده ضده في ارتكاب الكيان الإسرائيلي لآلاف المجازر والمذابح منذ السابع من أكتوبر الماضي ولذا تهافت أردنيون إلى أمام سفارة جنوب أفريقيا في العاصمة عمّان لشكرها على موقفها الشجاع في محاسبة إسرائيل لدرجة أن سفيرتها نزلت وخرجت لتعبر عن امتنانها لهتافات الشكر لبلادها وبكت متأثرة من عناق سيدات أردنيات لها تعبيرا عن الشكر لما مثلته دعوى بلادها في لاهاي موقفا صريحا وقويا هز الكيان المحتل وجعل المسؤولين الإسرائيليين يتخبطون في تصريحاتهم التي تناقض مع ما ظهرت عليه عملياتهم العسكرية في القطاع وما فعله جنودها في تفاخرهم بإجرامهم ورغبتهم في إبادة الجميع فيه لدرجة بحثهم عن الأطفال والرضع لقتلهم عمدا مما يجعل موقف دفاعهم هشا لا دلائل له رغم ارتكازهم على عملية طوفان الأقصى التي لم يستطع الإسرائيليون أن يثبتوا أن كتائب القسام قد قتلت فيها مدنيين إسرائيليين أو استهدفوا أطفالا ونساء وارتكبوا مجازر كما روجت تل أبيب حينها وعليه كان من حق الشعوب العربية أن ترى في موقف جنوب أفريقيا القوة التي افتقر لها العرب رغم التأييد الذي صدر عن الجامعة العربية للدعوى القضائية لجنوب أفريقيا ضد إسرائيل ودعم أنقرة لها بدعم ملفها بصور وأدلة وبراهين مدموغة على جرائم إسرائيل في غزة مما جعل العلاقات التركية الإسرائيلية تهوي للحضيض دون أي مبالاة تذكر من تركيا التي يواصل رئيسها الطيب أردوغان تصريحاته في حق نتنياهو وكيانه غير آبه بعلاقات بلاده شبه المقطوعة مع إسرائيل وهو أمر لا شك يسعدنا كشعوب ندعو الله أن يتوقف نزيف الدماء في غزة بشكل دائم بإذن الله.