12 سبتمبر 2025
تسجيلهذه قصة خيالية وليدة بنات أفكار الكاتب ولا ترتبط بالواقع لا من قريب ولا من بعيد، وأن أي تشابه في الشخصيات والأحداث انما هو محض الصدفة البحتة. في مكان بعيد هادئ على كرتنا الأرضية، تقبع مدينة الاحلام الجميلة آمنة مطمئنة، وسط السهول الخضراء والحدائق الغناء والانهار الجارية والجبال الشاهقة التي تحتضنها كما تحتضن الام رضيعها، فمدينة الاحلام هذه ينعم اهلها بالرخاء والثراء وبحبوحة العيش الرغيد، فلا عجب ان تنتشر مشاعر المحبة والسلام والوئام بين قاطنيها وفي جميع ارجائها وربوعها. وفي يوم ما من أيام الدهر استضافت هذه المدينة الهادئة فعالية عالمية كبيرة، تطلبت تضافر الجهود وتذليل الصعاب لإنجاح هذا الحدث العظيم والذي يترقب حدوثه القاصي والداني. فتفاعل وساهم كل من يقطن في المدينة، نساء ورجالا صغارا وكبارا شيبًا وشبابا للعمل على توفير كل الاحتياجات وجميع المتطلبات حتى تظهر مدينتهم في اجمل صورة وأبهى حلة. وبالفعل تم تشكيل مؤسسة عامة حتى تقوم بالادارة والاشراف والتنظيم والتنسيق على الفعالية العالمية لتخليد هذا الإرث الحضاري المميز، والتي بدورها بدأت بالعمل دون كلل او ملل في التجهيز والتحضير والبناء والتشييد. وبما أن مدينة الاحلام تعاني من محدودية المساكن الايجارية، اضطر المسؤولون في هذه المؤسسة المسؤولة عن التنظيم لطلب العون من سكان المدينة لتوفير المساكن واماكن الاقامة للمشاركين والضيوف لهذه الفعالية، واستجاب اصحاب العقارات وهرعوا لخدمة مدينتهم خصوصا وأن المؤسسة العامة المنظمة للفعالية اغرتهم بعقود ايجار طويلة الامد، الامر الذي جعل أصحاب العقارات يسارعون في السعي لإرضاء المسؤولين في المؤسسة من خلال تنفيذ جميع متطلباتهم واشتراطاتهم وانفاق الغالي والثمين على عقاراتهم لتجهيزها على حسب اشتراطات المؤسسة بالرغم من قلة الحصيلة النهائية لأرباحهم، ولكنهم أثروا خدمة مدينتهم على الأرباح الطائلة. وبالفعل وقعت العقود بين الملاك والمؤسسة قبل الفعالية بفترة كافية للتأكد من جاهزية هذه العقارات وموافاتها للشروط المطلوبة، وحضر بعد ذلك المشاركون والضيوف وأقاموا في هذه العقارات التي جهزت كما ذكرنا على اعلى مستوى، فاستمتع المشاركون والضيوف بالفعالية العالمية، ولمسوا سخاء وكرم ضيافة اهل المدينة، وانتهت الفعالية والتي استمرت لأيام معدودة على افضل وجه، سعد خلالها الجميع وفرحوا وتغنوا بالتنظيم المذهل والترتيبات الرائعة. ولكن ملاك العقارات من اهل المدينة لم يشعروا بما تخبئ لهم الأيام، فما إن انتهت الفعالية بقليل حتى تفاجأوا بأن المؤسسة تعلمهم رسميا بأنها ستفسخ عقود الايجار وستكتفي بالمدة التي شغلتها للعقارات، الامر الذي اثار غضب الملاك واستياءهم على هذا القرار الذي هز ثقة الملاك بالمؤسسة الكبيرة، فهم كانوا يحلمون بالاستفادة من إيجارات المؤسسة المدفوعة لمدد طويلة تؤمن لهم دخلا ثابتا وأمنا، كما أنهم لم يتوقعوا ان تكون العقود التي تم الاتفاق عليها فيها شروط تمهد لمثل هذا الامر، فثقتهم في هذه المؤسسة كانت كبيرة. حاول الملاك ان يثنوا المؤسسة عن قرارها ولكن هيهات، فالمؤسسة كانت قد خططت لذلك من قبل بحيث ما أن تنتهي الفعالية تنتهي معها جميع الوعود والاحلام الوردية. وفي النهاية رضخ الملاك للأمر الواقع واستلموا عقاراتهم من المؤسسة بعد ان تكبدوا تكاليف باهظة في الصيانة والتجهيز. وختاما أقول: عزيزي القارئ هل ترى ان الملاك اخطأوا في الوثوق بالمؤسسة ومد يد العون لها املًا في الالتزامات الأدبية غير المكتوبة مع المؤسسة، ام ان العقد هو شريعة المتعاقدين وما فعلته المؤسسة ليس خيانة لثقة الملاك.