13 سبتمبر 2025
تسجيلهل لدى أحدنا شك بأن قطر هي أغلى ما نملك وأننا نحبها حبا لا يمكن أن تعبر عنه أي سطور أو حروف أو مقالات وتغريدات ؟! إذن فنحن على الأقل نتفق في هذا الجانب كمواطنين ومقيمين أيضا ولدوا وترعرعوا في هذه البلد وباتت بلادهم الحقيقية ولكن لماذا لا نعبر حقيقة عن هذا الحب بصورة (أنظف) مما نرى ؟! ولا أعني بكلمة أنظف أن منا من يحب البلاد بمنحى يناقض هذه الكلمة ولكن لأقرب لكم المعنى أكثر وهو لماذا حين نذهب إلى برها الجميل الذي بات مزدانا بروض خضراء وتربة مرتوية وأجواء رائعة لا نغادره ونترك هذا البر نظيفا وجميلا كما كان ؟! لم علينا أن نترك شواطئنا تعج بالمخلفات والقاذورات في صورة تدل حقيقة على تربية هؤلاء المتهاونين المتواضعة فعلا ؟! لم لا نغادر أي مكان نستمتع فيه بأجوائنا الشتوية الجميلة والباردة ونتركه كما حضرنا له وبصورة أجمل أيضا ؟! لم القمامات والقاذورات ونترك المكان بصورة سيئة ونحن نعلم أن غيرنا من المعنيين سوف يحضر وينظف هذا المكان الذي كنا نحن الأحق بتنظيفه وتركه كما حضرنا له ؟! فعلى ماذا يدل هذا الاستهتار سوى على تواكلنا وشعورنا بأن النظافة فقط هي من تنحصر داخل منازلنا وما يعنينا نحن فقط ولكن خارج هذا الإطار فإننا نمارس أسوأ ما فينا من عدم مبالاة وعدم شعور بالمسؤولية تجاه هذه الأماكن التي تنم عن صورة لمجتمعنا الذي يجب أن نحرص على نظافته سواء كان لنا أو يأتي غيرنا له ؟!. كم شعرت بالأسف بالأمس وأنا أشاهد صورا لمخلفات وقمامات تركها أصحابها الذين يفتقرون لتربية صحيحة وأخلاق الإسلام الرفيعة على أحد الشواطئ وتحديدا شاطئ زكريت الواقع في غرب العاصمة الدوحة الذي بدا وكأنه كان ساحة حرب لا نزهة لمن قضى وقته غير مهتم بأن يترك الشاطئ كما جاء له فترك مخلفات الحطب الذي أشعل بها نارا وأكياس قمامة لم يحكم ربطها بقاذورات ومخلفات طعام مكشوفة وكانت منتشرة هنا وهناك وكأن دور هذه العائلة أو العائلات كان مقتصرا فقط على أن يجمعوا قمامتهم في أكياس دون أن يجمعوها في بقعة واحدة أو يلقوها في مكبات القمامة المنتشرة بانتظام ووفرة هناك محكمة الإغلاق والتأكد بأنهم لم يتركوا شيئا وراءهم يمكن أن يشوه المنظر والمكان وقيمة هذا الشاطئ في أنه شاطئ سياحي وجميل وهادئ ويحق للجميع أن يستمتع به ويترك كل واحد من مرتاديه المكان نظيفا لمن سوف يأتي بعده وهو أمر للأسف بات مفقودا لدى الذين يفتقرون لثقافة النظافة والاهتمام بمرافق وأماكن الدولة التي تسعى بالمال والجهد والوقت والعمالة البشرية والآلات والمركبات المخصصة لجعل كل بقعة في قطر نظيفة وآمنة للجميع وأعتقد بأن وزارة البيئة ووزارة البلدية وكل جهة معنية بهذا لم يدخروا جهدا يذكر في تذكير الجميع بأن المحافظة على نظافة وسلامة كل هذه المرافق هي مسؤولية الجميع وليست رجولة حقا أن يأتي مستهتر ما ليقود مركبته برعونة في وسط روضة خضراء نمت حشائشها الصغيرة في بقع من الصحراء فينتزع التربة ويشوه هذه الروض لأجل إشباع رغبة مقيتة تدور في نفسه المريضة ثم يُضبط وتبدأ مرحلة الندم والأسف والبحث عن واسطات من شرق وغرب لانتشاله من دائرة الحساب التي لا يجب أن تستثني أحدا أيا كان من هؤلاء المستهترين الذين يكونون ضحية أهواء مختلة في أنفسهم لمجرد العبث وتشويه معالم في الدولة طبيعية وجميلة وإنني أطالب من منبري هذا أن تُضرب بيد من حديد على كل مستهتر وغير مبال يتعمد الخروج بمشهد الجريء لأجل تصويره في منصته التافهة على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي ثم ينتهي به بالبكاء والندم فالتبرير لا يمحو التدمير!.