10 أكتوبر 2025
تسجيلتعتمد وسائل التواصل الاجتماعي على الكلمات والأحاديث والصور والإيماءات، وكل ما له علاقة بالتواصل البشري. ولكن الحقيقة التي يغفل عنها الكثيرون أن الكلمات قد يكون تأثيرها كالرصاص، أو حتى أشد. ولذلك يتساهل الكثيرون في إطلاق الكلمات المسيئة والمؤذية نفسياً، بينما يشعر بالأمان خلف الشاشة، ظناً منه أنه يصعب الوصول إليه ومعاقبته. أحد المراهقين يهوى الرسم، فوضع رسوماته على حساباته، ولكن الناس أخذوا يعلقون على رسوماته باستهزاء وتندر، في البداية كان يرد عليهم، ثم حاول تجاهل التعليقات، حتى طفح الكيل وأغلق حسابه للأبد. فتاة ماليزية عمرها ١٦ عامآً، وضعت تصويتاً في حسابها عما إذا كان عليها الاستمرار بالحياة أو الموت، فتساهل الكثيرون بالإجابة، فصوّت الغالبية لصالح الموت، فما كان منها إلا أن أقدمت فعلاً على الانتحار. إن التساهل بالتلفظ والتعليق بألفاظ مؤذية نفسياً بدون أي اعتبار لمشاعر الآخرين يؤدي لبناء مجتمع غير متوازن نفسياً، فتجد المراهق يظهر العبوس والتجهم لإيهام الآخرين بقوته وأن لا شيء يؤثر به، بينما تجده يبكي عندما يختلي بنفسه. وهذا التنمر لا يؤثر فقط على المراهقين، بل حتى على الكبار أيضاً. أراد أصدقاء شاب هندي عمره ٢٤ عاماً أن يمازحوه بالعبث بصورته، فتارة يضعون صورته على شكل طفل، وتارة أخرى بملابس امرأة، ولكنه تضايق من الأمر كثيراً، وانتشرت هذه الصور فقام الكثير من الغرباء بوضع وجهه على شتى الصور، وخرج الموضوع عن السيطرة، حتى أقدم على الانتحار. أقول لمن تعرض للتنمر: إن أفضل وسيلة هي محاولة تجاهل الرد، وحجب الحسابات المتنمرة، وتوثيق الحدث وتقديم شكوى رسمية إن اقتضى الأمر. وأقول لمن يتساهل بالتنمر على الآخرين: اكبح جماح تنمرك، وراعِ مشاعر الآخرين، لبناء مجتمع متزن نفسياً. Twitter: khalid606