10 سبتمبر 2025
تسجيلالتزامات عقود التأمين ترفع جبر الضرر في الممتلكات والمسؤوليات الخسائر الضخمة تؤكد العبء الذي تتحمله الشركات بسبب الأخطار عام مضى بخيره وشره و بكل ما حمل من حوادث عالمية وإقليمية و محلية لا يمكن وصفها الا بالسيئة بكل ما تحمله الكلمة من معانى، فمن الناحية السياسية كانت أحداث اليمن وما صاحبها من كوارث انسانية على الانسان اليمنى وحياته ثم بدأ حصار قطر وما صاحبه من كارثة انسانية المت بالانسان الخليجى محدثة هذا الشرخ المفتعل فى النسيج الاجتماعى الواحد وتمزيق أواصر القربى بين العائلات الخليجية ثم صدمتنا مأساة الروهينجا التى أدمت قلوبنا وكشفت زيف المتشدقين بحقوق الانسان والذين يعلوا صوتهم فى الغرب فقط اذا ما تعلق الامر بمصالحهم وانتهاء بالقرار المشئوم للرئيس الامريكى بنقل السفارة الامريكية للقدس الشريف و ما يمثله ذلك من خرق لجميع القوانين والمواثيق الدولية ويعد الوعد المشئوم الثانى ممن لا يملك لمن لا يستحق كل هذا وغيره كان من فعل الانسان وما جلبه على نفسه وقومه من كوارث افتعلها بجرم يديه من منطلق الأنانية وقصرالنظر. ولكن فى الجانب الاخر هناك كوارث وأحداث جلبت الويلات للبشرية فى مناطق متفرقة من الكوكب دون تدخل منه وانما حدثت بفعل الطبيعة ولن نجادل هنا وأيضا المقام لا يسمح بذلك للحديث عن مدى تدخل الانسان أيضا فى هذه الكوارث الطبيعية بأنانيته التراكمية فى ظواهر كثيرة كالاحتباس الحرارى وغيره ونهدف فى هذه المقالة توضيح دور صناعة التأمين فى حماية المجتمعات من الضياع والتشرد موضحاً الدور المجتمعى الذى تقوم به هذه الصناعة تجاه الفرد والاسرة وهما عنصرا المجتمع الاصغر الذى بمجموعه يتكون المجتمع الاكبر الذى يحتوينا جميعا بتوفير الدعم المادى الذى يحتاجه المجتمع فى حالة تحقق خسارة للفرد فى تلف أو فقدان ممتلكاته وتفاقم وضعه المالى بسبب المسؤوليات المادية والقانونية الناجمة عن تلك الخسائر والتى تلحق الضرر بالفرد وأسرته فيتصدى قطاع التأمين بموجب التزامات عقود التأمين بمختلف فروعه سواء فى الممتلكات أو المسؤوليات برفع وجبر الضرر عن كاهل المتضرر ولو نظرنا الى حجم الخسائر التى تكبدتها شركات التأمين والاعادة العالمية من جراء الكوارث الطبيعة المتجسدة فى الاعاصير والبراكين التى ألمت بالكثير من المناطق كما سنتناولها بالتحليل الآتى لادركنا حجم الكارثة التى يمكن ان تلحق بجميع عناصر المجتمع من أفراد وتجمعات وشركات لو لم يكن هناك تأمين وبالتالى إعادة تأمين لتحمل ذلك العبء الضخم المترتب على تلك الاخطار الطبيعية الماحقة. الخسائر الناتجة عن الأعاصير و الزلازل:- كان للكوارث الطبيعية التى نتجت عن مجموعة من الاعاصير اضافة الى الهزات الارضية بالغ الأثر ماديا وعلى السكان والتى حدثت فى الربع الاخير من عام 2017 وعلى سبيل المثال لا الحصر الآتى:- 1- إعصار هارفى: و هو إعصار استوائى بلغ اليابسة فى تكساس كإعصار كبير وهو الاقوى منذ إعصار شارلى عام 2004 و أول عاصفة بهذه الشدة تضرب الولايات المتحدة منذ اعصار ويلما عام 2005 وهو يعد اول اعصار من موسم اعاصير الاطلسى لعام 2017 و تتراوح تقديرات الخسائر الاقتصادية حسب حاكم ولاية تكساس ما بين 150 و 180 مليار دولار مع وفيات بلغت 64 شخصا وهو الاعصار الأسوأ فى الـ12 عاما الأخيرة. 2-إعصار إيرما: وهو ايضا إعصار استوائى قوي للغاية اجتاح مجموعة جزر الكاريبى وكوبا اضافة الى اجتياح ولاية فلوريدا جنوب شرق الولايات المتحدة ويعد الاقوى من ناحية الحد الاقصى للرياح المستدامة فى المحيط الاطلسى و بلغت خسائره فى تلك المناطق حوالى 10 مليارات دولار مع وفيات بلغت 30 شخصاً و مفقودين يعدون في عداد الموتي . 3-إعصار ماريا: إعصار ماريا هو ايضا إعصار استوائى قوى ضرب جمهورية الدومينيكان ثم بورتو ريكو واجتاح بعد ذلك ولاية كارولاينا الشمالية بالولايات المتجدة وهو عاشر اقوى اعصار مسجل فى المحيط الاطلسى و بلغت خسائره المادية 50 مليار دولار فى تلك المناطق مع وفيات و مفقودين 22 فى عداد الاموات. 4-زلزال وسط المكسيك2017 وقع الزلزال فى 19 سبتمبر 2017 على بعد 55 كم تقريبا من جنوب مدينة بوبيلا بالمكسيك وبلغت قوة الزلزال 7,1على مقياس ريختر للزلازل وتسبب فى اضرار ولايات مكسيكية عدة شملت انهيار اكثر من عشرين مبنى و قتل مالا يقل عن 310 شخصا وأصيب اكثر من 4600 شخص وكانت الاضرار المادية فادحة للممتلكات. وبنظرة تحليلية لاجمالى الخسائر التى تحملتها شركات التأمين والاعادة العالمية كنتيجة للتغطيات التأمينية التى تم توفيرها سابقا لتلك الممتلكات والمسئوليات الناجمة عنها والتى تقع فى خانة المليارات و مدى انعكاس ذلك على احتياطيات و رؤوس الاموال لتلك الشركات كنتيجة مباشرة لتلك الاعاصير و الهزات الارضية يجب علينا اولاً القاء نظرة على الاحصائية ادناه ثم نحلل على ضوئها النتائج العامة لكم الخسائر التى تحملتها شركات التأمين والاعادة وسنجد الاجابة عن تساؤلنا : ماذا لو لم يكن هناك قطاع التأمين و إعادة التأمين. إذا اخترنا عينة عشوائية من الإحصائية المذكورة والمعدة من قبل صناعة اعادة التأمين العالمية عن خسائر العام 2017 للكوارث الطبيعية سنلاحظ مثلاً ان شركة AIG تحملت إجمالي خسائر عن كل تلك الكوارث الطبيعية مامجموعه مابين 2,850 إلى 3,150 مليار دولار وشركة بيركاشير حوالي 3,010 مليار دولار وتحمل اللويدز مامجموعة 4,800 مليار دولار وسويس ري مايقارب 3,625 مليار دولار وشركة XL مايقارب من 1,485 مليار دولار وعلى نفس المنوال نجد جميع شركات الإعادة العالمية بمعدلات مليونية بما يمثله ذلك خصماً من أصول تلك الشركات وقيمتها الرأسمالية ولكن كل تلك الأرقام تجسد الدور المجتمعي الذي تقوم به صناعة التأمين وإعادة التأمين في دعم الكيانات المجتمعية وحماية إستقرار تلك المجتمعات ومكوناتها من عائلات وأفراد وتجيب على تساؤلنا عن دور التأمين في خضم تلك الخسائر والكوارث التي تفوق تحمل الأفراد لا قدر الله مع التساؤل الذى يطرح نفسه " ماذا لو لم تكن هناك شركات تأمين" ؟!! وإذ نتمنى أن يكون العام الجديد 2018 عاما أفضل مما سبقه ندعو الله سبحانه وتعالى ان يحمل لنا هذا العام و للبشرية و كل المجتمعات الانسانية فى بقاع الارض المختلفة كل الخير ويعم السلام والاستقرار كل ربوعه ان شاء الله.