17 سبتمبر 2025

تسجيل

مخاطر تحيط بالنظام الغذائي العالمي

15 يناير 2017

بات النظام الغذائي من القضايا الدولية المؤثرة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وبيئياً، فهو المحرك الأساسي لكل مجالات التنمية باعتباره عاملاً مهماً في الحراك الاقتصادي.وزاد تأثير نقص الغذاء في السنوات الأخيرة عن قبل، لأنّ العالم يمر بمرحلة كبيرة من المتغيرات السياسية والجغرافية أثرت على الحياة الاقتصادية عموماً.بين آن وآخر تعلن المنظمات المعنية بالغذاء عن نقص في كميات الأغذية أو تراجع أسعارها أو تضرر مواسم الزراعة، وهذا مرجعه إلى انتشار المساحات الزراعية في مناطق الصراعات المسلحة، والكثير منها تضرر بفعل الحروب والنزوح والدمار الذي خلف وراءه الكثير من الأراضي المتضررة.فقد أعلنت منظمة الغذاء عن تراجع أسعار الغذاء الفترة الماضية بسبب وفرة الإنتاج الزراعي في منطقة، التي يقابلها نقص المحاصيل وتضررها في مناطق أخرى، وغياب التوازن في توزيع المحاصيل على سكان المجتمعات.لعل مشكلات النزوح والهجرة الجماعية في منطقة الشرق الأوسط أكثرها تأثيراً على الأمن الغذائي، لأنها استهدفت مخزون المحاصيل والحبوب والغذاء في الكثير من دول العالم، وأدى ذلك إلى زيادة أسعار الغذاء وفي الوقت ذاته وفرة في محاصيل وانخفاض في محاصيل أخرى.أضف إلى ذلك مشكلات التلوث البيئي، والتغير المناخي، والتصحر، والجفاف، وشح الأمطار، ومشكلات عالمية مؤرقة مثل الحصار الاقتصادي، والدمار الذي لحق بمرافق خدمية تعنى بالغذاء، وأضرار في طرق الشحن والنقل والموانئ.تشير الإحصائيات الدولية إلى أنّ النازحين تجاوزوا الـ 60 مليون شخص عالمياً، يمثل الشرق الأوسط 40% من النسبة العالمية، بينهم 9 ملايين نازح من اليمن، و6 ملايين نازح من سوريا، ومليون نازح في لبنان، والملايين ممن نزحوا من العراق.كما تشير منظمة الغذاء العالمي إلى أنّ عدد الجياع في العالم وصل 4 ملايين سنوياً، وهذا يبين حجم الأضرار الجسيمة التي لحقت بالنظام الغذائي العالمي.كما تشير بيانات الإغاثة الدولية إلى أنها كانت تنضم 18 عملية إغاثة غذائية طارئة سنوياً، وهذا ارتفع إلى 33 عملية إغاثة في الأعوام الأخيرة.وعلى الرغم من أنّ دول العالم اتخذت خطوات حثيثة لبناء صوامع لتخزين الأغذية، ومصانع للإنتاج الغذائي بالقرب من الأراضي الزراعية، والموانئ إلا أنّ النزاعات المسلحة حصدت الأخضر واليابس، وأتت على جهود التنمية بأكملها.وبات عالمنا اليوم مطالب بإعادة جهود الإعمار، وبدء خطوات فاعلة لتعزيز الأمن الغذائي في المناطق المتضررة، إذ إنّ الوقت لا يحتمل لبناء إستراتيجيات بعيدة المدى، والقضايا العالقة لا تزال تؤرق المعنيين، وجمود الحلول السياسية عن إيجاد مخرج لأزمات مالية واقتصادية عميقة .