كتارا تعيد إحياء فن النهمة

تعد النهمة من التراث الموسيقي الذي أوصله لنا جيل الغوص في الماضي، وهو فن موسيقي متوارث عبر قرون طويلة، وقد عرف هذا الفن عند أبناء الساحل الشرقي الذين امتهنوا العمل البحري.وإذا كانت النهمة فنا موسيقيا مرتبطا بالبحر، فقد أدى هذا الفن دوره الاجتماعي إرثا موسيقيا شعبيا محليا لأبناء الخليج. وهذا الفن وظف الشعر الشعبي، لاسيَّما فن الموال والذي هو عماد الأدب البحري الشائع في الخليج منذ القرن الأول الهجري، وقد وظف النهام هذا الأدب بصيغ متعددة لها جمالياتها في التنوع الأدائي من هذا الفن الموسيقي لأبناء السواحل.ولا شك أن مؤسسة الحي الثقافي (كتارا) أسعدتنا حين طرحت مسابقة لفن النهمة وذلك عبر لجنة التراث الشعبي بقياده الباحث الشعبية سلمى النعيمي وكل الفريق الذي يعمل بهذه اللجنة، حيث إن هذه المسابقة سوف تكشف لنا أصواتا جديدة لأحفاد السندباد والذين كان لأجدادهم الدور الأبرز بهذا الصدد.وسوف تلعب هذه المسابقة أيضًا دورا في إحياء هذا الفن وإعطائه دوره من جديد، بعد أن توارى عن مسامع الجيل المعاصر وأصبح في الزاوية المنسية من التاريخ، في ظل أفول جيل الغوص مع التطور الحضاري الذي عاصره لبناء الجيل المعاصر.من هنا تأتي أهمية مسابقة النهمة التي تستعد كتارا لإطلاقها خلال شهر أبريل القادم، ونحن بصفتنا مهتمين بالتراث الشعبي ومشتغلين بجمعه وتوثيقه، كنا نطالب بمثل هذا العمل الذي يعيد إحياء فن اندثر، وكذلك توثيق هذا التراث الموسيقي لكي يكون في أرشيف المؤسسة التي أري أنها هي الوحيدة القادرة على القيام بمثل هذا العمل؛ لما تملكه من إمكانات مادية وبشرية ومدير عام يتفهم كثيرا أهمية هذا المشروع.