27 أكتوبر 2025
تسجيلمنذ أقل من شهرين، وجه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، كلمة حول أوضاع الأمة الإسلامية وما آلت إليه من التفرق والتمزق، وتكالب الأعداء، وبين أن مسؤولية أعضائه جميعاً في النهوض بالأمة، ولم يغفل أن يشكر دولة قطر أميراً وحكومة وشعباً على رعايتها واحتضانها لمقر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ولمواقفها المشرفة على مستوى الأمتين العربية والإسلامية. أمس ققط، وجه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من جهته رسالة إلى عقلاء الغرب ومفكريه وقادته من مقره في قطر ، دعا فيها إلى العمل المشترك من أجل التوصل إلى ميثاق شرف للتعايش السلمي، مشيرا إلى أن العالم اليوم أصبح كقرية واحدة، أمنها واحد، وازدهارها واحد. ودعا الأمين العام للاتحاد في رسالته إلى القضاء على أسباب الإرهاب مع التركيز على الحل الفكري والثقافي، محذراً من مغبة التمادي في الإساءة والازدراء بالإسلام بحجة القيم والحرية. هذا جاء قبل وبعد حادث الاعتداء على صحيفة تشارلي إيبدو، والتي نقل منها شجب واستنكار الاتحاد برمته لهذا الحادث، والذي أكد في رسالته حول هذا الأمر، أن معظم علماء المسلمين الممثلين يرفضون مثل هذه الأفعال وأنه لا يجوز، بل ليس من الحكمة، أن تتخذ قيم الحرية وسيلة للهجوم على الرسول العظيم الذي علّم الناس الحرية وبعثه الله رحمة للعالمين، علماؤنا يسيرون على نهج الإسلام الذي يدعو إلى انتهاج الأسلوب الهادف الشفاف. طبيعي أن ردة الفعل من قِبل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والاتحادات والروابط العلمائية، مجتمعة تقف صفا واحدا لصد مثل هذه التصرفات الرعناء وتطالب هذه الجهات العقلاء من الغرب والشرق إلى التفكير المشترك لصالح الجميع، من خلال السعي بجميع الوسائل لتحقيق التنمية الشاملة والعدل الكامل من جميع الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، متهما الحكومات الغربية لأن لها دور في أسباب ظهور أفكار التطرف والتكفير والإرهاب، بوقوف الغرب مع الدكتاتورية والاستبداد، وكبت الحريات في معظم الدول الإسلامية، خلافا لما كان يتوقع من الغرب بالوقوف مع تطلعات هذه الشعوب. الإسلام هو دين الرحمة والخير، والوسط والاعتدال، إنه الدين الراقي والعظيم الذي أثبت التعايش السلمي وحقوق المواطنة، واتحاد علماء المسلمين العالمي وفق نظامه الأساسي وميثاقه الفكري ومنهاجه العملي، قد ظل ملتزماً بالوسطية والاعتدال فكراً وممارسة وتأكيد النهج السلمي ورفض مسلك التكفير والتفجير واعتماد لغة الحوار والتسامح أساساً للتعايش بين المجتمعات. العالم الإسلامي يتفق تمام الاتفاق مع ما يدعو إليه الاتحاد وينخذه نبراسا للحياة المعاصرة، ذلك أن الإيمان بالتعددية الحضارية والدينية بمنأى عن كل منازع الهيمنة واستخدام القوة في حل الخلافات الدولية، والدعوة إلى الحوار الحضاري بديلاً عن الصراع، هو المنهج الطبيعي لإسلام قائم على العدل والمساواة، لذا فهو يشجع على الحق في الاختلاف والحرية المسؤولة، والعدل في الحقوق والواجبات. وسلامتكم