19 سبتمبر 2025
تسجيلمفارقة محزنة في تظاهرة باريس العالمية، ضد الإرهاب! نعم، الإرهابي الفاشي نتنياهو، ورئيس وزراء دولة الإرهاب المنظّم والمتصل ضد الفلسطينيين والعرب والإنسانية، يحضر التظاهرة! رئيس السلطة (المحتلة فعليا) أبو مازن، وآخرون من العالم العربي يسيرون جنبا إلى جنب مع عدوهم الرئيسي والأساسي المجرم الفاشي رئيس وزراء الكيان! المنادي جهارا ونهارا بقتل العرب، فهم من وجهة نظره: "أفاعٍ وصراصير، والجيدون منهم، الميّتون! مثلما أن التعامل مع العرب يتوجب أن يكون فقط من خلال القوة، فهم الصاغرون لها دوما، كما يجوز قتلهم، حتى أطفالهم! لا وجود للفلسطينيين، والعرب هم من اخترعوا قضيتهم! ما يسمى بفلسطين هي تاريخيا أرض إسرائيل! العرب ليسوا أكثر من بدو رحّل! وما يدعونها فلسطين، كانت خالية قبل عودة اليهود إليها، سكنَها متوحشون، إرهابيون بطبعهم، جهلة، ليست لهم من علاقة لا بالحضارة أو التاريخ! أرض الأردن جرى اقتطاعها من أرض إسرائيل! وباستطاعة الفلسطينيين إقامة دولتهم فيها"، وغير ذلك من العنجهية والصلف والعدوان معتقدا وممارسات! هذا الفاشي يتظاهر ضد الإرهاب! ليس ذلك فحسب، بل يدعو من قلب باريس ومن على فضائيات فرنسا الحكومية إلى هجرة اليهود منها إلى إسرائيل! نعم، مفارقات محزنة، وليس من المستغرب أن تؤدي لكثيرين من مشاهديها، وإضافة إلى الغصّة في القلب والقهر العميق في الروح، وللإصابة بأمراض كثيرة مثل: الضغط والسكّري وقرحة المعدة والجلطات في القلب أو في الدماغ، وغير ذلك من الأمراض! فما نشاهده من زيف عالمي، ومن استهتار صهيوني، ومن استكانة في الوضعين الفلسطيني والعربي، كل ذلك يدعو إلى الغثيان والتقيؤ والمغص! للأسف هذه هي الحقيقة! لا نشك أن العملية الإرهابية الأخيرة على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، والتي اقترفها قتلة مجرمون إرهابيون، أيا كان دينهم، عملية دنيئة ومسيئة للعرب والمسلمين، قبل الإساءة للإنسانية جمعاء كما للغرب بكل مسيحييه! العملية أدانها العرب والمسلمون جميعا، العملية الإرهابية يجري استغلالها ببشاعة صهيونيا وغربيا، وذلك في محاولة محمومة لتصوير الصراع مع الإرهاب، وكأنه صراع إسلامي – مسيحي! هذه الأسطوانة الممجوجة التي نسمعها بين الفينة والأخرى، نعم الإرهاب لا يعرف شكلا ولا هوية ولا عرقا ولا دينا! بداية: ضروري التأكيد على أن العرب بمسلميهم ومسيحييهم يعانون فعلا من الإرهاب الأصولي، مهما كان الدين الذي يجري التستر تحت لوائه، إسلاميا، مسيحيا أو يهوديا، دليلنا ما يجري من إرهاب في العراق، سوريا، ليبيا، مصر، اليمن، تونس، لبنان، كما أن دولا عربية أخرى عانت من تفجيرات وعمليات إرهابية في عواصمها ودولها: الأردن، السعودية، السودان، الجزائر وغيرها! بالمقابل عانينا ونعاني وسنعاني في كل الأقطار العربية من الإرهاب الصهيوني، اغتيال قادة فلسطينيين في تونس ولبنان، تفجير الطائرة الليبية في الجو، اغتيال المبحوح في دبي وغيرها من أشكال وأصول للإرهاب، نعاني جميعا من إرهاب الدولة الصهيونية الدائم والمستديم طالما بقيت! الفلسطينيون يعانون إرهابا متواصلا منذ قرن زمني ولا يزالون، دول عربية جرى استعمارها أوروبيا لحقبات طويلة، شعوبها عانت إرهابا احتلاليا لأراضيها واغتصابا لإرادة أبنائها وتنكيلا بشعا بهم، ومحاولة المستعمر محو هويتها العربية- الإسلامية، الجزائر مثلا، وغيرها.ثانيا، الإرهاب الأصولي تحت غطاء الإسلام، يرتد في تداعياته على كل العرب، بمسيحييهم ومسلميهم، إن بـ"الفوبيا" من الإسلام واستعمالها غطاء لتشويهه، أو بإعادة الربط بين العرب والإرهاب، مثلما كانت الصورة في حقبة امتدت لثلاثة عقود، فمثلا حينما كان يجري انفجار عادي لأسطوانة غاز في العالم، كان الإعلام الغربي وقبل إجراء أي تحقيقات، يسارع إلى البث والتعميم في وسائله: "بأنه يشتبه بمسببين لهم ملامح شرق أوسطية، فرّوا من المكان"! الإعلام الغربي أوجد صورة "إرهابية" نمطية للعربي في وسائله، العملية الإرهابية الأخيرة تتماهى مع المخططات الغربية لإلصاق "الإرهاب" بالعرب والمسلمين،من ارتدادات إرهاب الأصوليين تحت راية الإسلام على الفلسطينيين العرب، أنه وفي هذه المرحلة تحديدا، تتصاعد الدعوات البرلمانية الغربية للاعتراف بدولة مستقلة للفلسطينيين، والأخيرون (مع إخوانهم العرب بالطبع) أكثر من سيتأثرون سلبا من تداعيات عملية "شارلي إيبدو" الإرهابية الأخيرة في فرنسا.الغريب أن وسائل إعلامية صهيونية وغربية، وللأسف بعض العربية روّجت لمظاهرات ابتهاج فلسطينية بالعملية الإرهابية الأخيرة في مخيمات لبنان. الجالية العربية في فرنسا (كما الجاليات في الدول الأخرى) ستتأثر سلبا بالعملية الإرهابية، وكلنا يذكر تداعيات 11 سبتمبر على العرب في الولايات المتحدة، وإمكانية أخذ تأشيرات دخولها لكل العرب ممن يودون زيارتها، هذا رغم أن كتبا كثيرة صدرت، وواحد منها صدر حديثا، وكلها تؤكد أن ما جرى في نيويورك آنذاك هو بفعل المخابرات الصهيونية بالتخطيط مع بعض شبيهاتها في بعض الدول الغربية!ثالثا: الإرهاب الأصولي تحت راية الإسلام، هو في معظم تنظيماته، كان وهو الآن من صنع غربي تحت تبريرات كانت سابقا، وغيرها موجود حاليا، إن كتبا كثيرة ومنها مذكرات هيلاري كلينتون، التي صدرت في نيويورك عام 2014 المنصرم، كما أن بحثا قيّما ومهما للبروفيسور الكندي ميشيل شوسودوفسكي، أستاذ الاقتصاد بجامعة أوتا، نشرها في "مركز الأبحاث حول العولمة"، وهي بعنوان جذور داعش، تؤكد على أن أمريكا هي التي أوجدت داعش، رابعا: للأسف، الإعلام الغربي لا يراعي الفرق بين "حرية الإعلام والتعبير" التي نادى بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وبين الإساءة المقصودة لـ"حرية المعتقد الديني" واحترام القيم والأديان، هل الحرية تعني الإساءة والاستهزاء والسخرية من الرسول الكريم "محمد" صلى الله عليه وسلّم؟ ألم تعرف الصحيفة أنها ستسيء بذلك لدين يعتنقه ما يزيد على المليار مسلم؟ هل الإساءة للدين الإسلامي من قبل القائمين على الصحيفة هي "حرية تعبير"؟ للعلم في فرنسا تحديدا هناك قانون "غيسو" الذي جرى سنّه منذ بضع سنوات! والذي يمنع على مطلق كاتب التشكيك (تصوروا مجرد التشكيك) في الرواية الصهيونية لما يسمى بـ"الهولوكوست"، تحت طائلة السجن لفترة 6 سنوات! كلنا يعرف مصير المفكر الفرنسي روجيه جارودي الذي أسلم، وغيره من الذين انتقدوا وينتقدون، "الصهيونية" وأضاليلها، تعتيم إعلامي عليهم، وعدم نشر كتبهم وآرائهم في كافة دور النشر والصحف الغربية، عدم طبع كتبهم، طردهم من أعمالهم الوظيفية، اعتقالهم، اتهامهم بـ"العداء للسامية" وغير ذلك من الوسائل! للعلم هذا القانون عممه اتحاد الدول الأوروبية ليصبح ساري المفعول في كافة الدول الأوروبية! بريطانيا ذات القضاء التاريخي العريق، غيرّت قوانينها! بهدف عدم ملاحقة المجرمين الصهيونيين فيها، والمرفوعة عليهم قضايا وتهم إجرامية، واقتراف جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني في محاكمها! دول أوروبية أخرى حذت حذو نفس الخطوة البريطانية، منها إسبانيا للأسف، وغيرها من الدول.غريب هذا المنطق الأوروبي، يسمح بالإساءة للإسلام ورموزه، وممنوع مجرد البحث في الأضاليل الصهيونية، وممنوع ملاحقة واعتقال مجرمي الحرب من سياسيي وعسكريي الكيان! أهذه هي "الديمقراطية والعدالة والمساواة في الحقوق" في أوروبا؟!ثم التساؤل الغاية في الأهمية: لماذا لم تقم هذه الحركات الأصولية سابقا،، ولا الآن،، ولن تقوم مستقبلا،،، بأي عملية ضد الكيان الصهيوني لا في داخل فلسطين أو في العالم، الصحف والسياسيون والعسكريون "الإسرائيليون" وعلى رأس القائمة نتنياهو، ليبرمان، يعلون وغيرهم، استغلوا العملية الإرهابية الأخيرة في فرنسا (باعتبار "الإرهاب الإسلامي" يستهدف كلا من الغرب وقيمه، وأوروبا تحديدا ويستهدف المسيحية و"إسرائيل") لتصوير الأمر على أنه صراع إسلامي – مسيحي! تماما مثلما حاولوا ويحاولون تصوير الصراع مع الكيان، وكأنه صراع إسلامي - يهودي! للأسف تصريحات عديد من المعنيين الأوروبيين، وكذلك المنظمات الشوفينية الأوروبية الجديدة مثل (حزب "النازيون الجدد "، حركة "بيجيدا" اليمينية الفاشية، حركة "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب" وغيرها) وأحزاب أوروبية يمينية متطرفة، لها مواقف معروفة من الجاليات العربية والإسلامية في دولها، اتخذت ذات المواقف وتحاول تصوير الأمر وكأنه صراع بين الإسلام والمسيحية!.هذه المسرحيات تجري أمام أعيننا للأسف! إنها المفرقات المحزنة في حاضرنا. يبقى سؤال مهم: لماذا لا تقوم مظاهرة عالمية، في إحدى العواصم العربية، ضد الإرهاب المنظّم لإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وتأييدا لحقوقه؟!