13 سبتمبر 2025

تسجيل

كينونة الحياة

15 يناير 2015

كنت قد وعدت أن أعود للحديث عن حب زليخة ليوسف عليه السلام، ومنها نتعلم الكثير، خاصة إذا ما علمنا أن الحب موجود في حياتنا ومجتمعاتنا ولعلي لم أجد الكثير عن هذه القصة في الكتاب والسنة وأكثر ما يروى عن طريق الإسرائيليات التي أمرنا الرسول الكريم ألا نصدقها ولا نكذبها. لست هنا للبحث والتدقيق من صحة القصة أو عدم صحتها ولكننا نتحدث عن مجمل الفوائد التي من الممكن أن نستفيد منها لتكون منهج حياة لنا، فيوسف عليه السلام، رغم أنها امرأة العزيز، أي زوجة الملك في ذلك الزمان، ورغم أنها هي من راودته عن نفسه وهي من أغلقت الأبواب وقالت له (هيت لك) إلا أنه استعصم ورفض وأبى، (ولقد راودته عن نفسه فاستعصم)، ورغم أنها هددته بالسجن والمذلة، (ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين)، فكان رد يوسف عليه السلام دعاء وسؤالاً لرب العالمين، فقال: (قال رب السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه)، (إلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين)، ومن هنا نتعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله ما هو أفضل.فالحب لم يكن المشكلة بل طريقة الحب ووقته وشكله، فالمرأة هنا متزوجة والعمل سيكون زناً وفاحشة وليس سوياً، فمازلت أقول إنه ليس العيب في الحب بالعيب فينا وكيف نتعاطى معه وكيف نستغل هذه الكلمة للاستدراج وكسب المصالح والتلاعب بمشاعر الآخر.ولعل القصة تحكي أن يوسف عليه السلام تزوج من زليخة في قصة فيها من الوفاء والحب ليس المجال لسردها وكيف الله عوضه بما هو خير.الحب أمره عظيم في كينونة الحياة، بل هو محرك لها ومستودع السعادة متى مكان في إطاره الصحيح ومتى ما غلف بالصدق والأمانة، قولاً وعملاً، إحساساً وشعوراً، وللأسف أن هناك من يحارب هذه الكلمة باسم الدين وهذا غير صحيح، فعلينا ألا ننظر للجانب السيئ، بل إن الإسلام لم يعل شيئاً مثلما أعلى من شأن الحب، لذلك نجده قد ربطه بالله سبحانه وتعالى ولعلي هنا أقول كلمات بسيطة، أليس الحب هو (رحمة ولطف وتسامح وعطف وتعاون وأدب وأخلاق وصدق وأمانة)، هذه المعاني أليست معاني إسلامية ربانية خالصة أليس الحب دائماً ما يكون جانباً روحاً ونفسياً نسعد بها، أليس الحب جمالاً للروح قبل جمال الجسد.من هنا نعرف أن الحب معانٍ سامية نحن من شوهنا شكلها بتصرفاتنا وشهواتنا ولكنها (أي الحب) كلمة الحياة التي نحيا بها مع الله أولاً قبل كل شيء ومن خلالها نسود الناس ونملك القلوب بأفعالنا الصادقة وأماتنا وأخلاقنا متى ما تعلمنا كيف نعيش الحب سوف نعرف أن الحب دين وليس شهوات ذات وجسد.