11 أكتوبر 2025
تسجيلهي سنة الحياة التي اقتضتها حكمة الله بأن يكون أحياناً على ظهر هذه الأرض مزيج من التناقضات، فيستحيل أن ترى في الحياة لذة غير مشوبة بألم، أو صحة لا يكدرها سقم، أو سرور لا ينغصه حزن، أو راحة لا يخالطها تعب، أو اجتماع لا يعقبه فراق، ودور الإنسان فيها بين سعادة وشقاء، وفرح وترح، ولذة وآلام.فما لنا والله ونحن نواجه تقلبات الحياة ومصائب الدنيا الا بالصبر على الشدائد والمصائب، وقد ذُكر في القرآن في نحو تسعين موضعاً — كما قال الإمام أحمد — وما ذاك إلا لضرورته وحاجة العبد إلى هذا الصبر.. وكما قيل فإن الصبر أنواع؛ أبرزها صبر على الأقضية والأقدار، وهو الصبر على أقدار الله المؤلمة.. عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي (ص) قال: (يقول الله سبحانه: ابنَ آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى، لم أرضَ لك ثوابا دون الجنة) رواه ابن ماجة..اقول قولي هذا من منطلق البرنامج الذي تنظمه إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية، وتعممه كل أسبوع في 16 مسجداً ومنطقة في ضمن لقاءات دعوية يطلق عليها "لقاء الثلاثاء" من خلال نخبة من الدعاة والمشايخ، بهدف نشر العلم الشرعي بين الشرائح المختلفة لأطياف المجتمع، حيث يتم تناول القضايا الإيمانية والأحكام الشرعية المهمة التي تصب في نشر الثقافة الإسلامية، وتسهم في تعريف الجمهور بأمور دينهم وأحكام الشريعة، وتناول القضايا المعاصرة والقضايا المجتمعية المهمةحلقة الليلة الماضية (الثلاثاء) كانت بعنوان "مكانة الصبر وفضائله في حياة المسلم".. لقد شدني الحماس نحو الدرس المطروح، ففضلت المشاركة بالإدلاء بدلوي قبل سماع شرح المشايخ والعلماء لهذه الفضيلة التي اصبحت ظاهرة ذميمة، بعد ان اصبح صبرنا ينفد لأتفه الاسباب، ولم نعد نعي قيمه وفضائله لضعف الايمان في هذا الزمن، ولقلة تمعننا في آيات الله وإغفالنا لمعنى فضيلة الصبر العظيمة التي قال عنها عز وجل: "وتواصوا بالصبر"، وقوله صلى الله عليه وسلم "الصبر ضياء".جزى الله خيرا اؤلئك القائمين على هذا البرنامج الهادف الذي اصبح علامة مضيئة في نشر تعاليم الاسلام وفي منهج الحياة القويمة، ولنصبر كما يشير عنوان الحلقة، فالقرآن الكريم استثنى الصابرين العاملين من صفة غالباً ما تتواجد لدى الناس، وهي صفة الكفر بنعمة الله، والتخلص من هذه الصفة الذميمة ـ صفة الكفر بنعمة الله ـ إنّما يتماشّى مع الصابرين الذين يصبرون عند الشدائد، فلا يحملهم الجزع على اليأس والكفر.. وسلامتكم