11 سبتمبر 2025
تسجيلهناك قرارات مصيرية لكل واحد منا ولهذه القرارات آثار ايجابية وسلبية على صاحب القرار مباشرة، فالتخصص الجامعى والزواج والطلاق وأسماء الأبناء وغير ذلك كثير وكثير. والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا يتدخل الآباء فى القرارات المصيرية للأبناء؟هل لشعورهم بنقص الأبناء فى الخبرات الحياتية؟هل الخوف على الأبناء؟هل لديهم طموحات وأهداف شخصية يتم تحقيقها عن طريقهم؟هل نتيجة السياسة الأسرية التى تتصف بشيء من المركزية فى اتخاذ القرار؟هناك أسئلة كثيرة ترد على البال والاجابة قد تختلف من أب أو أم الى آخر.فى كثير من الأحيان يعبر الوالدان عن تربية سابقة حيث تلقى كل منهما تربية معينة وهما يعتزان بهذه التربية ويعتقدان أنها الطريقة السليمة والمثمرة فى تربية الأبناء.أن التدخل فى حياة الأبناء ينم عن عدم ثقة الآباء فى أبنائهم فيتولد لدى الأبناء عدم الثقة بأنفسهم، فاذا الاحصائيات تشير الى أن نسبة الشباب القطرى بالنسبة للقطريين تصل الى 20 %. فهذه النسبة ليست بالنسبة القليلة، وهم مستقبل هذه الدولة والخطط التنموية تعتمد عليهم فكيف بنا اذا سلبناهم حق اتخاذ القرار خصوصا فى القضايا المصيرية لهم. فهل نأمل نهضة دولة من قبل أناس مسلوبي القرار.فاذا وقفنا على موضوع اختيار التخصص الجامعى فنجد أن هناك مآسى وأحزانا وفقدا للطاقات وتضييعا للقدرات، تخيل أنك تختار تخصصا لا تحبه أبداً وهو مفروض عليك من أول دخولك للجامعة الى تخرجك ثم يصاحبك هذا التخصص فى عملك الى سن التقاعد. استمع الى طلاب الجامعة وهم يتحدثون عن تضييع أعمارهم وأوقاتهم فى شيء لا يحبونه. واستمع الى الأب أو الأم كيف يفرضون آراءهم ويدافعون عن اختيارهم لتخصصات أبنائهم كأنه مسير غير مخير ليس له دور يذكر وليس له الحق فى أن يقول نعم أو لا. بل الطفل الصغير قد يبكى ويفرض على والديه رغبته فى شراء حلاوة معينة أما هذا الشاب فلا وألف لا. وقد اجريت دراسة فى مدينة العين تبين أن 40 % من الطلاب يخضعون لرغبات أولياء أمورهم فى اختيار التخصصات الأكاديمية.والأمر الآخر وهو اختيار الزوجة أو الزوج، كيف لأب أو أم أن يختارا للشاب زوجا أو زوجة انها شريكة حياته فكيف تختارها لى أنا الذى أعيش معها وهى التى تعيش معي، وقد نجد ذلك من بعض الآباء المتعلمين الجامعيين. ومن الغريب أن يتدخل الأهل فى اختيار الأثاث والأدوات المنزلية... حتى فى الطلاق فتشير الدراسات التى اجريت فى المملكة العربية السعودية أن نسبة تدخل الأهل للطلاق تصل الى 70 % من حالات الطلاق، أما فى الأردن فتصل النسبة الى 43 % من أسباب الطلاق.ويستمر مسلسل التدخل والتسلط فى حياة أبنائنا حتى فى اختيار المنزل، لابد أن يكون قريبا من بيت الأم أو يتصف ببعض المميزات.وهل تنتهى القضية الى هذا الأمر؟بل هناك تدخل فى اختيار الاسم، واختيار مكان للسفر، يقول أحد الاخوة حجزت تذاكر للسفر والفندق وأرت أن افاجئ زوجتى وأتيت بالتذاكر والحجوزات، وفرحت الزوجة بذلك وبعد رجوعها من بيت أبيها اذا بها متضايقة وترفض السفر الى هذه البلاد وكيف تختار منطقة بدون أن تستشير أهل الزوجة، فقلت لها وبكل صراحة لا تنتظرى منى أى مفاجأة فى المستقبل.وقد تستغربون أن أحد مديري المدارس يقول جاء أحد المعلمين ليستلم وظيفته فاذا بوالد المعلم معه وهو الذى يسأل المدير عن الاجراءات والقوانين والأنظمة. فأى جيل سيتخرج من تحت يد هذا الرجل.السؤال الذى لابد أن نطرحه. كيف نواجه هذه التدخلات؟ كيف نوجد جيلا يشعر باستقلاليته ومكانته حتى يكون له الدور الرائد فى نهضة الأمة. لابد من تضافر الجهود من خطباء المساجد والاعلاميين وأصحاب القرار والمرشدين فى زيادة وعى الناس بخطورة هذا الأسلوب غير التربوى فى تربية الأبناء. ان الجيل القرآنى الفريد الذى تربى على مائدة القرآن وعلى هدى خير الأنام. أخرج علماء وقادة مثل عبدالله بن عباس وأسامة بن زيد ومحمد بن قاسم الثقفي، وقتيبة بن مسلم الباهلى وطارق بن زياد وابنه عبدالعزيز رضى الله عنهم أجمعين.شباب ذللوا سبل المعالى .. وما عرفوا سوى الاسلام ديناتعهدهم فأنبتهم نباتا .. كريما طاب فـى الدنيا غصوناما عرفوا الأغانى مائعات .. ولكن العلا صيغت لحونايا رب هيئ لنا من مثلهم نفراً .. يُشيّدون لنا مجداً أضعناه