10 سبتمبر 2025
تسجيلكثيراً ما نتحدث هذه الأيام عن كلمات وجمل تتكرر بشكل كبير فى العديد من الجهات والمؤسسات والوزارات عن الإبداع والمبدعين وتوفير بيئات خصبة للمبدعين وأفكار جديدة تختلف عن الأخرى تحمل فى مضمونها فكرة مخترقة ومبدعة، وحتى الأشخاص غير المبدعين يتحدثون عن الإبداع ليس من أجل الإبداع بحد ذاته، ولكن كلمة تتردد على ألسنه الكثير فيكررونها، وليس الهدف نفسه هو الإبداع والسعى من أجله واكتشافه وتنميته سواء كان فى الأشخاص أنفسهم وتطوير البيئة المحيطة بهم والتى تحتويهم من أسرة أو أجواء تعليمية أوالنهوض بهذه الجهة من أجل تطويرها واعادة هيكلتها، ولكنها مفردات تتكرر وذلك من أجل احضار فكرة يستطيع من خلالها أن يلقى الضوء عليها اعلاميا دون مضمون ومن أجل التنافس مع مؤسسات ووزارات أخرى ويرفع بها اسم مؤسسة أو وزارة أو ينال رضا مسؤوله وإذا تحدثت معهم سترى العجب من أول كلمة تصدر منه فى طريقة الحوار عن الإبداع والمبدعين ولدرجة أصبحت تصلك إلى درجة انعدام المصداقية فى هذه المؤسسات والوزارات ووسائل الاعلام المختلفة التى توثق العديد من هذه الأخبار التى ليس لها علاقة لا بمفهوم الإبداع ولماذا الاهتمام بالإبداع والمبدع وكيف اكتشفه وأقوم من أجل تطويره وتسخيره لخدمة الجهة المستهدفة التى تقدمها تلك المؤسسة أو الوزارة، أو جهة العمل التى أعمل بها حتى تتواكب مع ما نمر به من حراك تنموى واقتصادى يتطلب منا المزيد من الجهد فى الكشف عما يثرى به بكل ما يتعلق من المبدعين وأكتشافهم واستغلال ابداعاتهم بالشكل الحقيقى والذى يتبع مقاييس معينة وبيئة معينة مثل مايحدث بالغرب فهم تركيزهم بالدرجة الأولى على المضمون من الإبداع من الصغر فى الأسرة والمدرسة والمهن المختلفة وتوفير البيئة الخصبة الفعلية لهم من معامل لاجراء البحوث وكادر تعليمى يقوم بتوجيهم وتطويرهم حتى يصل إلى مرحله معينة من التأهيل وعقبها تجد ثمار ما أنفق علية تعلو فى هذه الوزارة أو المؤسسة وتنهض بهم أمم ودول وذلك لأن نظرتهم على الكيف وليس الكم وتركيزهم الأساسى على الوصول إلى أهداف مجتمعية تخدم وطنهم بالدرجة الأولى وليست ثانوية وذات مصالح خاصة، وحتى وأن طال الوقت ولكنهم موقنين بأهمية الكشف عن النواحى الإبداعية منذ الصغر حتى يتم استغلالهم بالطريقة الصحيحة وما أن تسمع بعد فترة بانجازات عالمية وجوائز عالمية حصل عليها مفكرون وعلماء فى مقتبل العمر ولا يأتى ذلك من فراغ ولكن لوعيهم الشديد بأهمية أكتشاف هذه المواهب منذ الصغر ويسخرون كل مايملكون من أجل ذلك لوعيهم بأهمية الإبداع والعلماء وقيمة العلم والبحث العلمى ولماذا لم نصل لهذه المرحلة من الوعى والتفكير بأهمية المبدعين فى كافة التخصصات العلمية وبالأخص إذا كانت قطر ترصد ميزانية ضخمة الآن اهتماما والماما بأهمية المبدعين من خلال اكتشافهم وتوفير بيئة علمية، ويكاد يكون فى السابق لم تكن متوافرة كل هذه الامكانيات المادية والثقافية إلا أننا لدينا نخبة من العلماء ظهروا من بطن أرض كاحلة ينبضون بالعلم والثقافة ويشهد لهم التاريخ بما ماقدموه ورغم ذلك لم تكن لديهم أى أجواء توحى بأى نوع من أنواع الإبداعات وربما الكثير من المبدعين فى مجالات متعددة قاموا بالهجرة للخارج وتوافرت لديهم البيئة الخصبة وأبهروا العالم بابداعاتهم والآن فكل ما نتمنى من امكانيات فهو متوافر تحت أيدينا، فلماذا لم يتم استغلاله بالطريقة الصحيحة حتى نصل إلى ماترتقى به دولتنا بتسخر الامكانيات المادية للعقول المتميزة وألقاء الضوء وأبتداء من الأسرة واكتشاف الأم والأب لأبنائهم الموهوبين فى أى مجال وتنمية هذه المهارة وبالتعاون المشترك مع المدرسة ويليها المرحلة الجامعية وأن يكون هناك جانب مشترك من التعاون الفكرى والمنهج العلمى المشترك ودور المدرسة فى التركيز على هذه الجوانب الابداعية بمقاييس علمية ترغم الطالب فى هذا العمل وليس مقتصر فقط على الجوانب العلمية واضافة أن يكون هناك رؤية أشمل لجميع مؤسسات ووزارات الدوله بالتركيز فى المرتبة الأولى قولا وفعلا على أن تكون خدمتهم الفعلية لها أبعاد بعيدة المدى بالمفهوم الحقيقى بالإبداع والمبدعين فى استراتيجتهم المستقبلية فى الأفكار والتطبيق من أجل تقديم خدمات مجتمعية متميزة وليست شخصية بالدرجة الأولى، والقاء الضوء واعطاء مزيد من الفرص المتاحة لصغار الموظفين بالمؤسسات والوزارات للإبداع فى مجالاتهم المختلفة وتوفير بيئة علمية واجتماعية وثقافية متمزة بدون الخوف على الكراسى والمناصب فى حالة اعطاء فرص لهم لأبراز دورهم الحقيقي فى الهيئات الحكومية وأن نعطى فرصة كافية للأجيال القادمة فلديهم ثقافة تكنولوجية مثمرة بالإبداعات ولا يحتاجون سوى الدعم النفسى والاجتماعى والعلمى، وكل ذلك بالإمكان أن يحدث لو كانت قطرهى الهدف الحقيقى المنشود إليه، ونحن قادرون على ذلك.