12 سبتمبر 2025
تسجيلهل كتبت دولة قطر التاريخ؟ هل تستحق قطر كل هذه الضجة لمجرد استضافتها لكأس العالم 2022 وقد سبقتها دول عدة لتنظيم 21 نسخة مونديالية كلها تكللت بالنجاح، وإن شابها الكثير من مساوئ التنظيم التي تضاءلت أمام المستوى الفني الواضح لمنتخبات الكبار التي صعدت وحمل أحدها لقب البطل؟ هل يمكن أن يتذكر العالم مونديال قطر في عام 2026 والذي سوف يحمل النسخة رقم 23 لبطولة كأس العالم في كل من دول أمريكا الشمالية وهي كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية ويقيمون مقارنة بديهية بين ما رأوه في مونديال الدوحة وما سيعيشونه في كأس عالم جديدة بعد مضي أربع سنوات على نسخة قطر؟. لماذا نعطي أهمية للنسخة العالمية المقامة حاليا في بلادنا وقد سبقها ما سبق وسوف يلحق بها من سيلحق من بطولات كأس العالم؟. لن أقول إنه لن يعرف أحد منكم إجابة كل هذه الأسئلة أو حتى بعضها ولكني فعلا أتعجب أولاً من نفسي التي لم تكن تستسيغ أن تتابع كرة القدم أو تشاهدها رغم عملي الذي يدور في فلكها بصفتي مسؤولة إعلامية محلية وآسيوية، ومع هذا فهو يظل عملاً لي لا هواية وشغف، ولكن منذ أن بدأت طبول كأس العالم تُقرع في سماء بلادنا ويستعد من عليها لاستقبالها باستعدادات حثيثة وتجهيزات مونديالية حديثة والكل يفتح ذراعيه ويشرّع أبوابه للمونديال، وأنا لم أتوقف لحظة لا عن التغريد بكل ما يخص كأس العالم قطر 2022 أو كتابة مقال خارج عن فلك المونديال فهل سُحرت أم ماذا ؟. نعم لم يبق سوى اليوم الأربعاء والسبت والأحد وهي ما سوف تقام في هذه الأيام المباريات الفاصلة لتحديد بطل المركزين الثالث ومن يليه لحامل المركز الرابع ثم النهائي الفاصل الذي سوف يحمل صاحبه اللقب الغالي الذي سوف يُذكر فيه أنه بطل النسخة 22 لكأس العالم قطر 2022 ثم يصبح المونديال جزءا من ماضي الدوحة والوطن العربي والعالم بأسره من المحيط إلى المحيط ولكن - ويعلم القراء الأعزاء بأن حرف الاستدراك هذا يعد صديقا ملازما لي في كل مقالاتي تقريبا – دعوني أعود لأسئلتي سالف ذكرها في المقال لأقول لكم بالحرف الواحد نعم نحن نكتب التاريخ بأحرف من ذهب وكل من توقع لنا الفشل صرخت نجاحاتنا في وجهه حتى انهار واعترف بأن كل هذه التوقعات ذهبت أدراج الرياح وتناثرت كما يتناثر الغبار من سطح برج مدمر كان يأمل صاحبه أن يصبح ناطحة لأن تخيلاته المريضة التي بناها وراهن عليها قد اقترنت بأن تفشل الدوحة في هذا التحدي لأنها كانت في نظره بلدا صغير المساحة وسوف يكتظ بملايين المشجعين بجانب أهله من المواطنين والمقيمين وأن التعايش في بلد بهذه المواصفات لا يمكن أن ينجح فيه حدث بقيمة ومكانة وحجم مونديال كأس العالم يتلهف عليه العالم كل أربع سنوات ولكن قطر فعلتها وأقولها وأنا مرفوعة الرأس ناصعة الجبين إن التاريخ لن يذكر من كل هذا سوى كأس العالم قطر 2022 ليس لأنني من أهلها ولكني أرى من حولي كيف يعبرون بمشاعر صادقة وكلمات خالية من التلاعب اللفظي أو في انتقاء الكلمات المنمقة المعسولة بأنهم لم يروا أنجح من هذا المونديال ليعبروا قارات ودولا ليأتوا لهذه الدولة التي كانت حتى قبيل انتظار الأيام لانطلاق المونديال على أرضها دولة مغمورة لا تُميَّز على خارطة العالم ولكن الآن بات العالم كله يعرف موقع قطر وكيف يسيرون لها ويستمتعون بأجوائها وسحرها وطيبة أهلها وبأمنها وأمانها وأنهم عاشوا بطولة لم تسبقها بطولة مثلها ولا يعتقد كثيرون أنه ستلحقها بطولة أنجح منها بشهادة شخصيات من الدول التي سوف تستضيف النسخة القادمة وتساؤلهم ماذا أبقت لنا قطر لنفعله في البطولة المقبلة؟. وأنا هنا لأقول لهم إن الفرصة لم تنته بعد وعليهم أن يتعلموا من الدوحة التي أعطت درسا في ضرورة احترام مقدرات أي بلد لا تظهر عليه بوادر أنه سوف ينجح ولكن الإيمان بالله أولا هو ما يجعله ينجح وثقته بأن العمل المتقن يتبعه نجاح مذهل.