12 سبتمبر 2025

تسجيل

الأمير محمد بن سلمان آل سعود في الدوحة

14 ديسمبر 2021

رحبت قطر ترحيبا يليق بضيفها سمو الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، ويقيني بأن الكل سر بتلك الزيارة على جميع الصعد، وازداد سرورنا بإطلالة الأمير منصور بن خالد آل سعود سفير المملكة العربية السعودية في قطر بمقالته القيمة على صفحات صحيفتنا المرموقة الشرق، وهو يهنئ قيادتنا والشعب القطري باليوم الوطني الذي يصادف حلوله هذه الأيام، مستذكرا العلاقات الأخوية التي تربط بين الدولتين. ونستذكر معا مؤتمر القمة لدول الخليج العربية الذي عقد في يناير مطلع العام الحالي في مدينة العلا بالمملكة العربية السعودية المجاورة لمثوى الرسول الأعظم النبي محمد صلى الله عليه وسلم (المدينة المنورة)، كان لذلك المؤتمر وقع خاص في الافئدة والابصار في كل من الدوحة والرياض على وجه الخصوص، وعلى إقليم الخليج العربي على وجه العموم. كانت كلمات سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودة وقع خاص، عندما جهر بصوته وهو يتقدم كبار مستقبلي سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في اول زيارة له بعد قطيعة كادت ان تطول لولا حكمة القيادتين االقطرية والسعودية "نورت المملكة، مرحبا بكم" والتقى الأميران وتعانقا عناق المحبة والالفة والاخاء، وطال العناق بينهما، حقا كان عناقا كله دفء مس مشاعر الشعبين القطري والسعودي بعد جفوة وقطيعة عميقة، ولعل الكثير منا عندما شاهد ذلك العناق الحار بين القائدين الشابين تميم ومحمد، استدعى من الذاكرة قول الشاعر العربي قيس بن الملوح: قد يجمع الله الشتيتين بعدما ×× يظنان كل الظن أن لا تلاقيا واجتمعت القيادتان الشابتان في مدينة العلا ذات التاريخ المجيد، وفتحت أبواب المحبة والالفة، وأغلقت أبواب الشر ونوافذ النميمة والوشاية بين الطرفين مؤزرة بتواجد قيادات خليجية أخرى. (2) نستطيع القول ان مؤتمر قمة العلا المشار اليها أعلاه جبّ كل قول او فعل قبله، أي قبل ذلك المؤتمر، وفتحت أبواب ونوافذ جديدة في خليجنا العربي وكُسّرت كل أقلام الفتنة ودعاة الفرقة، وانحسرت السحب السوداء من سماء الخليج العربي وأصبحت سماؤنا صافية. وجاء الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة الى الدوحة "دوحة العرب" في زيارة رسمية، وكان في مقدمة مستقبليه سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وكان العناق بين الاميرين الشابين لا يقل دفئا عن عناق مطار العلا، وردا لتحية سمو الأمير محمد بن سلمان في اول لقاء مع سمو الأمير الشيخ تميم في العلا قال سموه عند استقبال الأمير محمد في المطار "مرحبا بكم أخي محمد في قطر". تحية بتحية وسلام بسلام يرسم لمستقبل علاقات متميزة بين الدولتين الشقيقتين، لمواجهة عاديات الزمان. يتمثل ذلك في انشاء مجلس التنسيق القطري السعودي الذي يعد اطارا شاملا لتعزيز العلاقات الثنائية، والدفع بالشراكة بينهما الى افاق ارحب وفق رؤية الدولتين. صحيفة عكاظ السعودية اكدت ان اللقاءات الأخوية بين الأمير محمد بن سلمان والأمير الشيخ تميم بن حمد تؤكد "الرغبة الصادقة في طي صفحات الماضي وفتح صفحة جديدة من العلاقات المتميزة، وتعكس حميمية هذه اللقاءات صدق النوايا في علاقات اخوية لا يكدر صفوها أي خلافات طارئة لا سمح الله". (3) اذا اتفقنا ان اجتماع العلا يجُبُّ ما قبله، ففي الواقع تم ذلك على مستوى القيادات العليا، وتجلى ذلك في اللقاءات الثنائية والالفة التي تمت بين الجانبين، بقي الطرف المهم وهو اجراء مصالحة شاملة ومودة وألفة مع المواطن في الدولتين على وجه التحديد، وبوجه عام بين دول مجلس التعاون، وطي جميع الصفحات السوداء، ولا جدال عندي بأن تلك الحقبة السوداء التي خيمت على خليجنا العربي قبل مؤتمر العلا شابها الكثير من التوحش الى حد غياب العقل، وكم كنت أقول في تلك الفترة الأليمة: على اهل القلم ان يكونوا أداة وحدة لا تجزئة وتفكيك. اننا في هذه المنطقة من العالم نواجه مخاطر شاقة "ابتزاز، تهديد، الحاق" ولا عاصم لنا من تلك المخاطر الا بوحدة وطنية وجبهة واحدة متماسكة، وإعطاء الثقة في المواطن وسلوكه واعتباره اداة من أدوات القوة التي بيد النظام السياسي. ان استبدال الصحائف السوداء بصفحات ناصعة البياض خالية من كل تشويه في خليجنا العربي هو ضرورة وطنية امنية لخليجنا العربي، والمصالحة على مستوى القمة تحتاج الى قاعدة صلبة مادتها المواطن. آخر الدعاء: اللهم ألف بين قلوبهم وارزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على مهامهم لخدمة أمتهم وفتح آفاق جديدة بينهم ومواطنيهم بعيدا عن الشك والريبة. [email protected]