17 سبتمبر 2025

تسجيل

التعاطي الإيجابي مع الأمور مدخل للسرور

14 ديسمبر 2011

لاشك أن التعاطي مع الأمور بإيجابية يستميل محفزات دعم الروح المعنوية للتأثير بل والتحكم وفق معيار التصالح مع الذات ومن خلال التعامل مع المشاعر بأريحية تستلهم الجانب السهل الميسر ومحاكاة الإحساس بتحليل مفعم باللباقة واللياقة في سياق جلب السعادة والسرور على النفس، ومن العوامل المرتبطة بالسعادة والسرور تبرز مشاعر الفرح والحزن التي تزور الإنسان في كل وقت فلابد أن يتصف الإنسان بأحدهما، وإذا كان الإنسان يسعى جاهداً لتحقيق أسباب الفرح فإنه يستطيع أيضاً أن يقلل من مشاعر الحزن متى ما صاغ التصور المحاط بنسبة كبيرة من التفاؤل والثقة نماذج جديرة بالاهتمام لأن انخفاض نسبة الفرح سيعزز من فائض الحزن حينما يحل ضيفاً ثقيلاً مزعجاً ويحمل في جلبابه الكئيب الأوجاع كلما جثم على القلوب وكلما طرق الأبواب وأرهق المشاعر ليأسر الفؤاد عنوة ويضيق الخناق على اتساع الأفق والرؤية الإيجابية ليسطر على مساحات أكبر في الذهن والتفكير وبالتالي تعطيل القدرة المؤدية إلى تحجيم أثره وضرره، لم أبدأ بالحزن تقديرا لمكانته التي تقبع في المؤخرة ولكن لأفرد للأمل مساحة في جلب نقيضه الفريد الفذ الفرح، ولأن العبرة في النهاية فآثرت أن يكون هو البداية لا أهلا ولا سهلا، حتما الكل يكرهه ولا يطيقه ويكره إطلالته التي لا تمت إلى البهاء بصلة، ولكني أعي أن هذا دوره سبحان من قدره ليكون سببا في تحقيق التوازن، فلم يكن وجوده إلا لحكمة أرادها الخالق سبحانه، غير أن ما يوجع القلب ويزيده حسرة هي أسباب زيارته، وليست الزيارة بحد ذاتها لأن الزيارة حتمية من فقدان ومرض وابتلاء وأعني بذلك من يستدعيه لزيارته وزيارة الآخرين بغباء يندرج في إطار سوء التقدير حينما تستولي القسوة على مساحة في القلب لا تستحقها وفق استغلال ارتباك الذهن واختلال التوازن ومصادرة الحقوق الطبيعية للمشاعر السوية، القسوة جارية من جواري الحزن يسوقها كيفما يشاء ويستغلها أسوأ استغلال ويزج فيها بسوق الأغبياء بضاعة مزجاة، أسأل المولى أن يرزقنا الصبر والثبات عند زيارته وألا تكون زياراته بسبب غفلة وتعنت البعض، ولو كنت أملك من الأمر شيئا لقطعت عليه الطريق ووضعت لافتة كبيرة على كل باب ممنوع الزيارة قطعياً،وعلى النقيض من هذا الزائر البغيض يبرز الفرح بثوبه القشيب ليداعب الأحلام والآمال بطموحاته وإبداعه بروعته وبهائه بدعمه لكل جميل وهو يورث السعادة للجميع ويحبه الجميع، لم يكن الترتيب في الخطاب انتقاصا من قدره حاشا وكلا ولكن ليكون آخر ما يخطه القلم وينهي به القارئ هذه المقالة، أيها الفرح أيها الزائر الجميل نحن على استعداد لمنحك نسخاً من مفاتيح قلوبنا وبيوتنا فنحن الضيوف وأنت رب المنزل كيف لا؟ وأنت توجه عناصر إدارتك اللائقة اللبقة بكل اقتدار وثقة من بهجة وسعادة من سرور وغبطة من راحة وهدوء وسكينة وغير ذلك من جنودك المجهولين الذين يزرعون البسمة في الشفاه أينما حلوا، الإشارة منك عطاء ودورك النبيل في معانقة محبيك وفاء ووسام على صدور الشرفاء، كم كنت للقلوب الجريحة بلسما وشفاء،كم كنت في الماضي والحاضر واحة غناء، لله درك ما أطيبك، يمنحنا الإله إياك فله الحمد والمنة تقف مع الفقراء قريبا منهم يحول بينك وبين ولوج بيوتهم لفتة الشرفاء ومشاعر الكرماء ولا أخال تفعيل أحاسيسهم النبيلة إلا بنقش ريشتك الجميلة على صدورهم فهذه اللوحة التشكيلية الفريدة لا يقوى على رسمها الفنانون النجباء، حينما تحاكي الشهامة والمروءة وتستثير الهمة بما أعد الله لمن جعلك من أسباب السعادة من نعيم الجنة يدعو المريض ويناجي خالقه فتذعن طائعا وتشمر عن ساعديك، لتقهر الألم وتزيل السقم، إن قلت إني أحبك فإنها لا تكفي إن قلت أجلك واحترمك وأقدرك، فأنت أهل لذلك كله، الكل بحاجة إليك فإن قمت بالزيارة فأطل، فمثلك لا يكون على القلب إلا كما الريشة أو أخف، بل إن موعد الزيارة مفتوح، ورسائل الترحيب مكتوبة بحبر لا يجف بحروف من ذهب، لدورك الفاعل في سعادة البشر وليسر بك كل من عانقته وعانقك، ورغم أن الفرح وغريمه التقليدي الحزن ضدان وكل بلا ريب لا يطيق الآخر، إلا أن هناك عوامل مشتركة تجمع الفرقاء فخفقان القلب، واضطراب الجوارح وارتفاع ضغط الدم وانخفاضه طبقا لاختلال مستوى الأحاسيس، والدموع التي تسيل من أجل هذا وذاك،في حين أن المبالغة في الفرح والإفراط فيه سينعكس بشكل سلبي، لأن الشيء إذا تجاوز حده انقلب إلى ضده، فمقدار الطاقة التي تضخ في حالة الفرح يضخ بمعنى أن اختلال التوازن في التعاطي مع عنصر معين في هذه الناحية سينسحب على الطرف المقابل، فيما يكون الأداء مرهونا، بنسبة ليست باليسيرة، بأفعال وتصرفات البشر، فما أعظم خالق البشر والفرح والحزن سبحانه وما أعدله. قال الشاعر: تنكر لي دهري ولم يدر أنني أعز وأحداث الزمان تهون فظل يريني الخطب كيف اعتداؤه وبت أريه الصبر كيف يكون