26 سبتمبر 2025
تسجيلهذه الأيام نحن أمام ثنائية، من الأهمية بمكان مقاربتها المقاربة الصحيحة لكي نفهم أبعادها ونتمكن بالتالي توصيل رسالتنا إلى العالم حولنا بشكل واضح وصريح، هذه الثنائية، تتمثل في تزامن اليوم الوطني للدولة وإقامة بطولة كأس العالم كذلك فيها، جميع المقاربات التي استمعت اليها مقاربات بيانية جميلة إلا أنها لا توضح الفرق الاساسي الذي يحكم العلاقة بين هذه الثنائية، أنا أعتقد أن المقاربة الحقيقة لمثل هذه الثنائية المتزامنة مقاربة وجودية وسؤالها كالتالي: الأصالة لمن والاعتبارية لمن؟ هل أصالة الوجود لليوم الوطني أم لبطولة كأس العالم المتزامنة معه؟ وبالتالي الوجود اللاحق يصبح وجوداً اعتبارياً؟ بلا شك أن أصالة الوجود بالنسبة لنا هي لليوم الوطني لدولتنا. والوجود الاعتباري لكأس العالم لتزامنه مع هذا الحدث العزيز على قلوبنا كقطريين، فبالتالي فالعالم كله اليوم ضيف على أصالتنا، أصالة وجودنا بما نملك من تراث وثقافة واخلاقيات، الذي لمسته ان هناك العديد بدون وعي، ينطلق من اصالة الوجود للبطولة واعتبارية الوجود ليومنا الوطني في مقاربته لهذا التزامن بين المناسبتين فيستخدم خطاب الينبغيات وهنا مكمن الضعف، على المجتمع ان يعمل كذا وكذا، وعلى المواطن ان يتصرف كذا وكذا، نحن كقطريين لا نحتفل بيومنا الوطني فقط بل نعايشه على مر العام ما ان ينتهي حتى يعود، فهو ليس مناسبة بقدر ما هي معايشة من هنا تنبع أصالتنا على اساس متين من وحدتنا التي هي مصدر قوتنا، لثقافتنا ووجودنا الحضاري الأولوية ومن هنا ايضا يجب ان ينطلق خطابنا الى العالم يحمل في طياته كل المحبة والسلام والإخاء للجميع.