09 سبتمبر 2025

تسجيل

ما بين حبس الهرة وسقي الكلب!

14 نوفمبر 2021

«الراحمون يرحمهم الرحمن» «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» رواه الترمذي وصححه. كلنا يعلم قصة المرأة التي حبست هرة فلم تطعمها ولم تتركها لرزقها بل حبستها حتى ماتت من الجوع فكتب عليها العقاب. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (عُذّبت امرأة في هرّة، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار؛ لا هي أطعمتها، ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) متفق عليه. وفي المقابل كلنا يعلم قصة المرأة التي سقت كلبا كاد ان يهلك من شدة العطش فكتب لها الثواب. «وفي الصحيحين أيضا عن أبي هريرة مرفوعا: بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به». فبعيداً عن تأويل الاحاديث فإن عمل الخير مهما كان حجمه فأثره عند الله كبير. وفي عمل الخير دائماً النجاة والفلاح، كما قال شيخ مكناس وهو في الاسواق يغني (ايش علي ياصاحب من جميع الخلايق افعل الخير تنجو واتبعه للحقايق، لا تقل يا ابني كلمة الا ان كنت صادق). الشاهد في القصتين ان كان الاحسان او الاساءة لدواب لها ما لها وعليها ما عليها فما بالكم بذات الافعال تجاه خلق الله من البشر؟!. اننا والايام تمضي بنا سنعيش مواقف يمكننا من خلالها فعل الخير وجني الثواب وسنتعرض لمواقف قد نأثم بسببها فنعرض أنفسنا للعقاب. يجازيك الله الخير على فعلك الخير وسلامة قلبك، وصفاء نيتك، وتمنيك الخير لغيرك، فتجده يُسخر لك الأحداث، والمواقف، والأشخاص، من حيث لا تحتسب، وتجد الخير يسعي إليك من حيث لم تطلبه. آخر الكلام.. «إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا» الأنفال الآية 70. تنويه ردود افعال وتعليقات كثيرة وصلتني على مقال الاحد الماضي «ليت الليالي كلها سود!» والذي نشرته الشرق هنا الاسبوع الماضي، واعتقد ان السبب بأننا قضينا وقتا طويلا في الكتابة عن الحصار وتداعياته وكورونا والانتخابات والسياسة والثقافة وردود افعال مقال الاسبوع الماضي اثبتت ان الناس تواقة للمواضيع الانسانية. فشكراً جزيلا وكلي امتنان لجميع مع تفاعل مع المقال وتواصل معي عبر كل الوسائل وقد تكررت من البعض جملة (من أجمل ما قرأت)!، وهذا ما يسعدني ويسعد اي كاتب. أكرر شكري وتقديري لكل من يتابعني. ‏[email protected]