20 أكتوبر 2025
تسجيلتعين ماجد مؤخراً كمدير لإدارة تكنولوجيا المعلومات في أحد المؤسسات. وفي أحد الأيام خلال الشهر الأول من تعيينه التقى برئيس المؤسسة صدفة في أحد الممرات، فصافحه وقال الرئيس له: نريد نظاماً يراقب تحركات جميع الموظفين. ذهب ماجد لمكتبه، وهو يفكر في تحقيق رغبة الرئيس. فاتصل بالشركات وطلب منهم تقديم عروضهم، واقتنع أخيراً بنظام صارم لمراقبة الموظفين ويتابع تحركاتهم. وقام بإلغاء أو تأجيل بعض المشاريع القائمة وتحويل مخصصاتها المالية وجهود الموظفين للنظام الجديد. وفعلاً بعد أشهر من العمل المتواصل، طلب ماجد موعداً مع الرئيس ليعرض النظام الجديد، وأحضر معه الفريق الذي عمل لإنجاز هذا المشروع الرائد في وقت قياسي. وذهب ماجد وفريقه وهم مزهوين وفي قمة أناقتهم، وعرضوا للرئيس مزايا وخصائص النظام الجديد والغريب والذي لايوجد مثله في البلاد. استغرب الرئيس أشد الاستغراب، وقال له بنبرة المشمئز الغاضب: ومن قال أننا نحتاج لمثل هذا؟ استغرب ماجد، ورد عليه بعد أن بلع ريقه: لقد قابلتك في الممر قبل أشهر وقلت لي ذلك. فأجابه الرئيس: «لقد قلت ذلك مازحاً، إن مثل هذا النظام سيجعل الموظفين يكرهون بيئة العمل، ونحن في المؤسسة لا نعامل الموظفين كمعتقلين! هل تعرف ماذا سيحدث لسمعة مؤسستنا لو عرفت وسائل الإعلام بذلك؟ سنكون حديث الساعة في العالم أجمع! أغلق النظام ولا تخبر أحداً بهذا الموضوع أبداً». إن خطأ ماجد سبب هدراً كبيراً لموارد المؤسسة، وكل ذلك لأنه لم يفهم مقصد الرئيس، ولم يكلف نفسه عناء التأكد من الرئيس قبل أن يبدأ بالعمل الفعلي للمشروع، وللأسف مثل هذه الأخطاء يقع فيها الكثير. لذلك ينبغي لك التأكد جيداً من المهام والمشاريع المطلوبة، قبل أن تستمر بها ثم تأتي بنتائج عكسية.