12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "ذلك البائس الجاهل الخطِر، المهرج بدوام جزئي، والمعادي للمجتمع بدوامٍ كامل، سوف يكون رئيسنا المقبل، دونالد ترامب". مايكل مور هذه النبوءة المشؤومة لأحد أشهر مخرجي هوليود مايكل مور، والتي أطلقها قبل أشهر تحققت، وانقسم العالم حيال هذا الأشقر الأمريكي القحّ، الذي تهلل له وسائل الإعلام أنّى ذهب، بسبب تصريحاته المثيرة التي يعبّر بها، لا كسياسي محترف بل كأزعر متعجرف، غير أن الجميع يتفق على أنه يقول بما يجول في نفسه بلا تزويق، ويعبّر عن معظم الأمريكيين حيال قضايا العالم. غرّدت مباشرة عقب فوزه بالرئاسة بـ"تويتر"، بأن "أمامنا والعالم فصلٌ جديد من التراجيوكوميديا الأمريكية. أوباما أضعف رئيس أمريكي رحل غير مأسوف عليه، وأتى ترامب بكل أفكاره المتطرفة. كنا نفصل بين الشعب الأمريكي الودود والاجتماعي والمنفتح المحارب للعنصرية وبين سياسيّه، والآن نسأل : من أوصل هذا المتطرف العنصري لكرسي الرئاسة؟".أقولها بملء الفم بأن ضربة 11 سبتمبر، وما اتخذه الرؤساء الأمريكيون عقبها من قرارات متشنجة، خصوصا بوش الابن الأخرق، سببٌ كبير في تفشي العنصرية في الشعب الأمريكي، هذا الشعب الذي كان يضرب به المثل في احترام المرأة والعبيد وأصحاب الديانات والثقافات، وللأسف عبر كل الضخ الإعلامي في تشويه الإسلام بالخصوص؛ بات جزء كبير منه معاديا، بسبب نمذجة "إسلام داعش" للعالم عبر الإعلام المقيت، حتى وصلنا اليوم إلى أن يأتي هذا العنصري ترامب لسدة الرئاسة، بعد تصريحاته المعادية التي تناقض كل ما نعرفه عن الشعب الأمريكي.لا تتعجبوا، فانظروا لأحد من كان وراء دعمه وترشيحه، صحيفة الإندبندنت البريطانية ذكرت في تقرير لها بأن منظمة "كو كلوكس كلان" العنصرية دعمت ترامب في انتخابات الحزب الجمهوري لاختياره مرشحًا للرئاسة الأمريكية في ولاية نيفادا. ولفتت الصحيفة إلى أن مرشح الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب اجتذب أعضاء منظمة "كلوكس كلان" التي تؤمن بفكر هيمنة البيض واضطهاد الأفارقة والكاثوليك وتعتمد استخدام العنف المفرط والصلب ضد من يكرهونهم من الأفارقة وغير البيض، ولفتت الصحيفة إلى أن منظمة "كو كلوكس كلان" التي تٌعرف اختصارًا بـ"KKK" في تزايد مستمر، مشيرة إلى أن عدد فروعها النشطة في الولايات المتحدة وصل إلى 150 فرعًا في 2015 مقارنة بـ 28 عام 1990.تأملوا معي بمن رحّب بترامب أيضًا، الأحزاب اليمينية في أوروبا التي تؤمّل أن يشكّل ذلك دفعة قوية لـ«ربيع قومي» يجتاح أوروبا، فالعنصرية الفرنسية الشهيرة «جان ماري لوبان»، زعيمة حزب الجبهة الوطنية قالت فرحة: "اليوم الولايات المتحدة وغدًا فرنسا". في حين وصفت سياسية بارزة في «حزب البديل من أجل ألمانيا» ذلك بأنه "انتصار تاريخي"، أما اليميني الهولندي «خيرت فيلدرز» فقد قال "لقد استعاد الأمريكيون أرضهم"، وأضاف أن أوروبا تشهد "ربيعًا قوميًا".شخصيا متفائل بمثل ترامب الصريح، ليعبّر بكل صراحة عن مشاعره تجاهنا وقضايانا، والرجل قال "نريد إقامة منطقة آمنة في سوريا. سأذهب إلى دول الخليج التي لا تقوم بالكثير، صدقوني. دول الخليج لا تملك شيئًا غير الأموال. سأجعلهم يدفعون. لدينا دين عام يقدّر بـ 19 تريليونًا، ولن ندفع هذه الأموال. لن ندفع…هم من سيدفعون! وهم سيدفعون!"، بمثل هذه الصراحة نستطيع التعامل ونبني موقفنا هنا على أساس واضح، ومتفائل أن العنصرية والتعصب والأنا العمياء هي أدوات سقوط الحضارات، وستلحق الولايات المتحدة بالاتحاد السوفيتي، فترامب هو جورباتشوف أمريكا."ترامب حصيلة مجتمعٍ متداعٍ وماضٍ بقوة نحو الانهيار" المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي.