11 سبتمبر 2025

تسجيل

المرأة المطلقة والقضاء القطري.. من يحفظ حقها وحق أبنائها؟ "2-2"

14 نوفمبر 2011

كتبت قبل إجازة الحج عن معاناة المرأة المطلقة في المحاكم من أجل حق تتوقع أن يضمنه القانون تلقائيا للأبناء وبآلية كنا نتعشم النص عليها في القانون لدعم العيش الكريم لأسرة وأبناء وحمايتهم من التشتت والعوز أو الانحراف، وكنت وقتها قد توقعت ان تصلني رسائل تفاعلية من نساء مغبونات في هذا المجتمع كل جريرتهن طلاق بأطفال حرموا من رعاية الأب وإنفاقه عليهم وتركوا في العراء بما تعنيه الكلمة مجازيا خصوصا عندما يتحول الأبناء الى ضحايا كراهية بين زوجين لم يوفقوا في حياتهم سويا رغم انه لا ذنب للأطفال كما انه لا ذنب لامرأة تخسر في زواجها الأول والرجل يعلم ان طبيعة المجتمع والعرف يظلم المرأة لمجرد تكوين بيولوجي يفرد فيه الرجل عضلاته عليها، ومن ثم يماطل أسرته في حقوقهم وتظل المرأة وحدها لا الرجل تعاني من اجل تأمين العيش الكريم ومستقبل أبنائها، ولأن رسائل أخواتي المظلومات وصلتني وانا في مناسك الحج فقد وعدتهن خيرا حالما أعود. ولكي أثلج صدر النساء المغبونات أود ان اقول لهن ارفعن أصواتكن واسردن حججكن في قنواتها المباشرة، فإن رسائلكن ليست هي الوحيدة التي وصلتني بل وصلتني رسائل تأييد لما ذكرته في عدد 31 أكتوبر في مداد القلم من بعض المحامين القطريين المخلصين الذين ساءهم حقا ما تتعرض له المرأة القطرية من ظلم في قضايا الأحوال الشخصية، ومن معاناة تلقاها داخل أروقة المحاكم تنتهك فيها خصوصيتها وخصوصية القضية النبيلة التي تسعى من اجلها والتي اجتهد القانون في جعلها قضايا اسرة وهي ابعد ما تكون في التطبيق عن روح الأسرة بل هي الشتات بعينه وليس هناك من مجيب، ولأن شهادة المحامين ليست كشهادة الصحفي الذي ينقل ما يراه ويسمعه، بل إن المحامي هو في عين العاصفة ويعايش هذه القضايا لذلك فإنني أعاود الكرة في الطرح بعد هذا التأييد علّ هذه القضية تجد صداها والحلول العاجلة لها. المحامون أقروا بان المرأة وابناءها يدخلون فعلا معارك ومعاناة لا يمكن لأحد ان يتصورها، لذلك نهيب بكل امرأة مظلومة ان توصل صوتها لأهل الحق والعدل علها تسهم في رفع الضيم لا عن بنات جنسها بل عن اسر تكاد ان تتدمر وأطفال أبرياء يعشون على قارعة طريق ما يسمى لدى البعض حياة. تقول السيدات في رسالتهن: لقد خذلنا في زواج أو في أزواج كنا نتوقعهم رجالا ولكننا وللأسف صدمنا صدمة جعلتنا نكره كل جنس الرجال، ناهيك عن مرارة العيش التي أحالت حياتنا جحيما من جراء بخل الرجل وتعنته ليس تجاهنا بل تجاه أبنائه، لا تسألونا عن دور مركز الاستشارات العائلية؟؟ فهم يصيحون الويل منه واصفينه "بالشيء العجيب " وهذا فحوى مقولتهن اذ لم يجدن لمقترحاته أو اجتهاداته صدى في واقع المعاناة التنفيذية في المحاكم. وهن ينعين على الجفوة في المعاملة التي يجدنها في المحاكم بقولهن "لأن القضاة رجال فهم ينحازون بطبيعة الحال للرجال ويعاملوننا نحن النساء بقسوة"، ولا يخفى عليكم "ام المعارك" التي تعيشها المرأة من اجل لقمة عيش أطفالها. السؤال المهم الذي يطرح نفسه: لماذا تتجرع المرأة وحدها آثار الطلاق؟ ولماذا تلقى على عاتقها مسؤولية تأمين العيش الكريم لأبناء هم من صلب آبائهم كما هم من رحم أمهاتهم بل هم للأب اقرب أوليسوا ينادون باسمه وعائلته ولقبه؟ أوليسوا عزوته التي يتباهى بهم ويفخر بعددهم عند الكبر في مجتمع الرجال. ولا أعلم ما مقياس الرجولة لدى هؤلاء اذا كانت ذرية متناثرة تربيها النساء فقط. هل انقلبت الموازين؟ من غيب شرع الله؟ ومن غيب القانون حتى يحتكم في شؤون الأسرة لقانون الغاب او في تنفيذه لشريعة الغاب؟ أليس الزواج رباطا مقدسا؟ ألم يقل الحق سبحانه في هذه الشركة: "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" والحديث هنا ليس للمطلق فحسب بل للقضاة والمحاكم ايضا: أما آن الاوان في معاملة كريمة تليق بمن رحمها رسول الله ونادى فيكم ان ترحموها بقوله "ص""رفقا بالقوارير" الحديث هنا أيضا للقائمين على قانون سمي في قطر "قانون الأسرة"ربما يكون موضوعا في دفتر او كراسة ترتجي آليات حاسمة جازمة منصفة وصادقة في التنفيذ وترتجي من المشرّع وضع آلية تنفيذية تلقائية لحق النفقة والسكن وسائر الأحوال المتعلقة بالأسرة تنزه المرأة المطلقة من جرجرتها لدخول المحاكم من اجل تأمين حق لأبنائها هو "لقمة عيشهم الكريم" وهم أبناء من صلب رجل متنصل يدعى وللأسف " أبوهم" يجب تنزيه المرأة من ورود ساحات الجريمة أيتها العدالة في قطر، فالأمومة أعظم شرف تجب حمايته. كاتبة وإعلامية قطرية Twitter: @medad_alqalam medad_alqalam @ yahoo.com