10 سبتمبر 2025

تسجيل

اجتنبــــــوا التركي إذا غضــــــب!

14 أكتوبر 2020

هل سمعتم بحملة مقاطعة المنتجات التركية التي تسوق لها الإمارات وتحديداً منذ زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدولة قطر مؤخرا، والذي وصفه أحد الذين أكل الخرف نصف عقولهم بروفيسور أبوظبي وأحد المستشارين المقربين من بلاط محمد بن زايد الدكتور عبدالخالق عبدالله بأنه (مصيبة) في حله وترحاله؟!. في إشارة لما بات يمثله هذا العثماني العنيد من عقدة للإمارات وغيرها من دول الحصار التي ترى تركيا الآن عدواً أكثر من إيران نفسها ولا شك، لا يمكن أن تراها أشد خطورة من إسرائيل، باعتبار أن الأخيرة باتت حليفة وصديقة وبينها وبينهم زيارات واتفاقيات وربما في القريب العاجل نسب ومصاهرة فمن يدري !. نعود إلى هذه الحملة التي لا أدري ما يمكن أن تفعله لبلد بات مكتفياً ذاتياً ومصدراً غير مستورد ويعلم بحاجة مثل هذه الدول الهزيلة له في الوقت الذي هدد وزير دفاعه يوما بأن عقاب أبوظبي قادم في الزمان والمكان المناسبين، ولعل هذا العقاب بات قريباً بدليل استنفار كل منتسبي هذه الدولة الكرتونية اليوم للهجوم على أنقرة وعلى شخص أردوغان نفسه ووصفه بأوصاف لا يمكن أن تليق حتى بهم، ولكن يأبى مثل هؤلاء إلا الغرق في نجاسة أخلاقهم التي لا تفرق بين الاختلاف في الرأي والفجور في الخلاف لدرجة الخصومة غير العادلة، وفي المقابل فإن أنقرة ترى في هذه الحملة كما وصفها المستشار الإعلامي لمكتب الرئيس التركي بأنها فقاعة صابون قد تلطف المشهد قليلا لكنها تتلاشى مع أول نفحة هواء حقيقية، تؤكد على أن حكومات دول الحصار ترى في التعاون مع تركيا الأمنية التي تتمنع عنها وهي الراغبة، ولعل التعاون العسكري القطري التركي المشترك هو ما جاء على غير رغبة هذه الدول لكنها في داخلها ترى بأنه تعاون قوي، ولذا كانت الصيحات حوله وتضمين طلب تفكيكه من أهم مطالبهم الرسمية لإنهاء الأزمة المفتعلة ضد قطر والبدء في الحوار الذي يمكن أن يؤدي إلى حلها بحسب الطريقة والمنهج الذي يرونه هم فقط، مسقطين هذا الحق عن الدوحة في أن تقرر ما الذي يمكن أن يكون ضمن سيادتها التي لا يمكن أن تسمح لأحد بأن يتدخل فيها وما الذي يمكن أن تتحدث عنه هذه الدول في شكل وبنود هذا الحوار، وعليه فإن العلاقات القطرية التركية خط أحمر لا يمكن أن يتجاوزه هؤلاء؛ لأنه يدخل ضمن السيادة الداخلية والسياسة الخارجية لدولة قطر، ومن الطبيعي نتيجة هذا الثبات على المبدأ القطري القوي تخرج الدعوات لمثل هذه الحملات الهشة التي تحتاج لقرارات حكومية ورسمية واضحة، وهذا ما لن تجرؤ عليه حكومات هذه الدول التي ترى في تركيا قوة إقليمية لا تخفى عن المراقبين سواء في أوروبا أو أمريكا والمتلصصين في الخليج، وليس من المصلحة معاداة أنقرة رسمياً؛ لأن الإمارات بالذات تعلم أن كل أفعالها إنما تكون في الظلام ولا تجرؤ على فعلها في النور، ليس لعدم شرعيتها بطبيعة الحال ؛ وإنما لأنها دولة تقوم على الجبناء الذين يمكن أن يوعزوا لأذنابهم بإثارة الزوابع التي لا يمكن أن تتعدى محيط الفنجان، لكنها شخصيا لا يمكن أن تخرج وتصرح باسم تركيا علنا ورسميا فهي أشد ضآلة من أن تواجه الغضب التركي وتعجل بالعقاب المخصص لها والموعودة به، ولذا تبقى الحملة لمقاطعة منتجاتها مثل هذه الزوبعة الفاشلة الباهتة التي لا يمكن تسميتها بالخليجية، لأننا في قطر لن ننسى ما قدمته أنقرة من نجدة ووقفة أخوية صادقة بعد إعلان الحصار مباشرة ؛ حينما أمدت أسواقنا المحلية بمنتجاتها الغنية، ومدت محلاتنا الاستهلاكية بكل ما يحتاجه المستهلك في قطر من غذاء ودواء ومنتجات ضرورية ورئيسية وأخرى كمالية، سعت حكومتنا إلى توفيرها والخروج من عنق الزجاجة التي أرادت الإمارات وغيرها خنقنا في محيطها، واليوم تبدو أبوظبي مختنقة ولا سبيل لخروجها؛ مادام الصغير يحشر أنفه في أمور الكبار، فاجتنبوا العثماني إذا غضب و( ارمسوا) على قدكم !. ‏@[email protected] ‏@ebtesam777