07 أكتوبر 2025

تسجيل

رسائل كرتونية

14 أكتوبر 2020

يحاول الكثير من الإعلاميين والمربين والمثقفين توجيه الناس وتثقيفهم وإيصال القيم الصحيحة، ولكن حتى تصل الرسالة بالشكل المطلوب والواسع والمؤثر؛ فيجب أن تكون بصورة إبداعية ومبتكرة وترفيهية، وليست بالطريقة المباشرة الجادة المملة الرتيبة. خلال الحرب العالمية الثانية، احتاجت كندا للمزيد من المال في حربها ضد ألمانيا، فأصدرت سندات وطلبت من المواطنين أن يقتصدوا في النفقات ويشتروا هذه السندات لتمويل الحرب، فكانت إحدى وسائلهم لتثقيف وإقناع الشعب هو إنتاج فيلم كرتوني قصير مدته ٤ دقائق اسمه "الخنزير المقتصد"، وكان الفيلم يصور ٣ خنازير، واحد منها كان يحصن منزله بطوب مصنوع من "السندات الكندية"، بينما الآخران كانا غير مهتمين، حتى هجم عليهم الذئب الذي يلبس شارة النازية، فلم يجدا سوى منزل صديقهما ذي السندات ليحتموا به. وكذلك استخدمت الولايات المتحدة مسلسلات ديزني (وبالأخص شخصية بطوط Donald Duck) لتوعية الشعب وإقناعه بالخطر النازي، وبثت الكثير من الحلقات التي تصور النازيين على أنهم أغبياء يملؤهم الشر وعلينا تخليص العالم منهم. في الثمانينيات رغبت اليابان (التي لم تتأهل أبداً لكأس العالم) بإنشاء جيل يعشق كرة القدم، وبهذا ظهر مسلسل كابتن ماجد (اسمه الأصلي كابتن تسوباسا)، واستضافت اليابان البطولة في ٢٠٠٢ بالمشاركة مع كوريا، ومنذ ذلك الوقت لم يغب اللاعبون اليابانيون عن أي بطولة. ولكن - للأسف - فإن أفلام الكرتون الغربية تحمل الكثير من القيم التي لا تناسبنا، بل وتتعارض مع قيمنا وديننا (حتى التربويون في الغرب يشكون من أفلامهم). وفي المقابل، لا تجد فيلماً عربياً يستطيع توصيل القيم بطريقة مبدعة وجذابة كجاذبية أفلامهم. وبذلك يتشتت الجمهور بين رسائل رتيبة ذات قيم عالية، ورسائل جذابة ولكن بلا قيم صحيحة. ولا أعتقد أن ذلك صعب المنال إن تضافرت الجهود. Twitter: @khalid606