10 ديسمبر 2025

تسجيل

قــــرار إدانـــــة بــــــاطـــــل !

14 أكتوبر 2019

فجأة استيقظ الميت الحي من سباته وحينما كان هذا الاستيقاظ وتلك العودة للحياة، اجتمع الحضور على إدانة تركيا بعد شن عمليتها العسكرية على شمال سوريا في حملة أسمتها (نبع السلام) وضحت أنقرة بأن مهمتها فيها تنحصر في أمرين، وهو القضاء على جماعة الأكراد الإرهابية والتي تمثل خطرا حقيقيا للداخل التركي وصدّرت عدة عمليات وحوادث إرهابية داخل الأراضي التركية، وهذه العملية جرت بعلم العالم بأسره ولذا أخلت الولايات المتحدة الأمريكية ساحة المعركة للقوات التركية لدخول الأراضي السورية وأوقفت مع روسيا قرار إدانة كان مجلس الأمن على وشك إصداره بحق تركيا بعد يوم من شن العملية، بالإضافة إلى أن أنقرة تريد أن تخصص منطقة آمنة كانت دول مثل أمريكا وروسيا وإيران بجانب تركيا قد اتفقت جميعا على إقامتها لاحتضان ما يزيد عن مليوني لاجئ سوري لم يعد بالإمكان لأحد من الدول المجاورة لسوريا أن تستقبلهم لا سيما أمام متطلبات ضخمة توجب على الدول المستقبلة لهم توفيرها دون مساعدات خارجية للأسف. واليوم وبعد سكوت طويل على مجازر نظام بشار ضد شعبه بالبراميل المتفجرة وبالأسلحة الكيماوية والفسفور الأبيض القاتل والغازات السامة والسكوت المميت ضد كل عمليات إسرائيل الدموية ضد شعب فلسطين وحصار قطاع غزة منذ عام 2007 والارتباكات الشعبية في السودان والجزائر ومصر واليمن وما يحدث من اختلالات وكوارث في معظم الدول العربية تستيقظ جامعة الدول العربية على إدانة تركيا وشن هجوم على قطر التي تحفظت رسميا على قرار الإدانة العربي بحق تركيا مما دعت جموعا من المغردين يطلق وسما يقضي بضرورة طرد قطر من الجامعة العربية وكأنها يجب أن تصطف مع باقي العصبات العربية التي سكتت دهرا ثم نطقت بما يرى الموقف السيادي المستقل لدولة قطر أنه يتفق مع نظرته المتزنة تجاه هذه العملية التي ما كان للجامعة العربية أن تصدح بموقفها هذا ولا أن يجتمع الحضور الغائب معظم أيام السنة إلا لأن الخصم هذه المرة هي تركيا التي لا يتفق أمينها العام معها ولا يتفق كثيرون من ممثلي بعض الدول العربية معها ليس لشيء ولكن لأن زعيمها أردوغان معروف بتصريحاته الحادة وقد رد ردا حازما على قرار الإدانة العربية بما يجعلني أنا كعربية أخجل من هذا التناقض الذي تعيشه هذه الجامعة المسماة بجامعة الدول العربية التي نامت عن كثير من قضايانا العربية المهمشة والتي ذهب ضحيتها أرواح آلاف من المواطنين العرب وانتهك فيها أراضينا وكرامتنا ووجودنا ولم نسمع صوتا لهذه الجامعة التي تقف ضد أطراف عربية على حساب أطراف عربية أخرى للأسف الشديد وهذا أمر لا يستحق لأقل شخص متابع لما يجري في الساحة أن يفهم ذلك . فهل كانت سوريا اليوم عزيزة على قلوب العربي كأرض وكرامة تراب بينما شعبها مجرد لقطاء يمكن أن يموتوا إن لم يجدوا من يتبناهم ويضمن لهم حياة كريمة وآمنة؟! أين هذه الجامعة ونصف شعب سوريا يباد إما على يد حاكم متهور قاتل أو بيد أعوانه في روسيا وحتى أمريكا شاركت هي الأخرى بما يجعل الجامعة العربية تجتمع يوميا لمدة ست سنوات هو عمر الأزمة السورية التي فاقت قضية فلسطين دموية ومجازر ووحشية وآلاما ودمارا ؟! أين كانت هذه الجامعة يوم تناقلت كل كاميرات العالم مشاهد أطفال سوريا وهم يتلوون بصمت وألم من آثار القتل البطيء الذي مارسه عليهم بشار وعصابته ؟! لم صمتت هذه الجامعة عن الإدانة والشجب والاستنكار والرفض أو حتى كتابة ملاحظة صغيرة عقب الاجتماعات الدورية الصامتة التي تعقدها كل أسبوع ؟! أين هذه الجامعة من كل مصائبنا لتتكلم اليوم عن كرامة التراب السوري الذي أهدرها بشار وحلفاؤه ؟! لذا لا تتحدثوا عن إدانة وأنتم أحق بها بينما تركيا ستؤدي مهمة واضحة للعالم حتى لسوريا نفسها وسترحل وستحقق ما عجزتم طوال فترة الألم السوري من فعله وسترحل .. تركيا لن تحتل وطنا محتلا من نظامه قبل أي أحد من الخارج . فاصلة أخيرة : نثق بتركيا على الخروج من هذه البلبلة بنجاح باهر وبأقل الخسائر . [email protected]